في عهد الدراسة. فكتابة هذه الدروس المهملة في البرامج شيء والعمل بها شيء آخر. ثم الغرض من تعليم - الحساب هو إعداد التلاميذ للانتفاع بما يتعلمونه من قواعده المختلفة في حياتهم اليومية. . . فهل يؤدي منهاج الحساب الحالي إلى هذا الهدف؟. وكذلك الغرض من التربية البدنية والكشفية تنشئة الجسم وتقويم الخلق لا إقامة الحفلات والظهور بمظاهر براقة والاهتمام بالاستقبال والترحيب؟. وأن الغرض من دروس الصحة تعويد التلميذ عملياً على العادات الصحية، لا تلقينهم معلومات نظرية ليستظهروها!! وهل تعلم أن الشؤون الصحية مهملة كل الإهمال بينما ألوف التلاميذ من فتيان وفتيات في أمس الضرورة إلى المراقبة الصحية والعلاج.
ذلك بعض ما يؤيد دعوانا من أن المناهج يعتورها النقص والتشويش، أضف إلى ذلك كله خلو مدارسنا من الروح القومية التي تحبب الوطن إلى قلوب الناشئة مما يجدر بنا أن نستهدف بعث طراز قومي من التربية والتعليم يستهوي التلاميذ ويجعلهم يحملون في صدورهم أفئدة لا تفاخر إلا بقوميتها ولا تتغنى إلا بماضيها ولا تترنم إلا بلغتها، لقد أدخلنا التربية الوطنية في مناهج التعليم، ولكننا نسينا أو تناسينا أن التربية الوطنية يجب قبل أن تلقى على التلاميذ، أن يتحلى بها الكثيرون من المشرفين على مدارسنا، فهذه وطنية عملية أجدى وأنفع من دروس في التربية الوطنية تقرأ على تلاميذ يتثائبون.
على كل الأمل عظيم، في أن نوفق في يوم قريب إلى القضاء على هذه الأسباب لعله يتاح لنا تحقيق كثير من الأغراض التي نستهدفها في حياتنا الجديدة فننير ظلمات شائعة ونقضي على أخطاء مألوفة. وجل ما يتمناه المصلحون ألا يكون شأنهم كالنافخين في القربة المقطوعة.