للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - الاستجواب يساعد الطفل على التكلم، والتفكير، والحياة اليقظة. في الطفل استعدادات كامنة لا تتحرك، فمن الخطأ أن تتركها خامدة لا تستعر، ومن الخطر أن نميتها في مهدها، فواجبنا إيقاظها وإبرازها إلى الوجود. وقد قال (بوترو المقوي في الطفل أهم الاستعدادات: (أنه لا يكفي غرس المعرفة في الطفل، بل يلزم أن ندفعه على قول ما يعرفه لأن الإحساسات الفضيلة والتأملات الصحيحة تنبعث بالسؤال إذا لم تكن ظاهرة جيداً).

اطلب من التلميذ أن يتكلم بذلك تضطره إلى التفكير، وتثير فيه يقظة وانتباهاً، قال إيدن: (الكلام وراء فكرة تفيض بنبعها على سؤالك)، ففي سؤالنا للتلميذ نحمله على الإصغاء الذي يقوده إلى الإمعان والدقة في الجواب الصحيح ويخلق فيه قوة جمع الكلام الذي يسمعه فيصبح ذا إطاعة إرادية، وهي الفضيلة الاجتماعية التي تميزه على غيره، وتجعله معتبراً محترماً في نظر الآخرين.

بعد هذه اللمحة البسيطة عن ماهية السؤال والاستجواب، وما فيهما من الفوائد المثمرة في التعليم والتدريس لا بد لنا أن نلمح إلى أنواع الأسئلة وغاياتها. فالسؤال إما أن يطلب فيه الإجابة عن شيء مبهم لدى التلميذ الغاية منه فهم مقدار ذكائه وإبداعه، وهذا ما نسميه (الأسئلة الإبداعية)، وإما أن يطلب منه الإجابة عن معلومات مقررة، الغاية منها تحقق هضمه لها، واختباره في فهمها، وهذا ما نسميه (الأسئلة الاختبارية).

الأسئلة الإبداعية: إن الهدف من هذا النوع للأسئلة هو أنها تكشف للتلميذ الشيء الذي يراد تعليمه إياه من نفسه، لنفرض مثلاً في درس الأشياء، فالمعلم يعين الخواص الأساسية للشيء المبحوث عنه فينيرها للتلميذ بمعونة الملاحظة، وهذا يستخلص منها الأشياء المجهولة والمطلوبة التي تحيي فيه الإبداع والاكتشاف، ولنلاحظ أيضاً في درس الأخلاق - رغم سهولة الموضوع والطريقة - أنه من الضروري عرض الأشياء المتعلقة بالموضوع والممهدة لاستقرائه بأسئلة متدرجة نتوصل معها رويداً إلى حمل التلميذ على التفكير، واستخراج مادة الدرس الجوهرية وقس على ذلك بقية الدروس.

فطراز كهذا في السؤال يدعى (طريقة السؤال السقراطي) نسبة إلى سقراط الذي كان يتبجح بطريقته (الطريقة الاستجوابية المولدة)، ويقول: (الأفكار وأمهات الحقيقة ذات عبء ثقيل، وفن التربية يتوقف مع توليدها، وأنا مولد الأفكار، وقد شرحت (فيناريت والدة

<<  <  ج: ص:  >  >>