سقراط العاقلة سبب ادعاء ولدها (مولد) لأنه كان يولد المعرفة في تلاميذه من السؤال والاستجواب.
فالمعلم على وجه الإجمال يستطيع أن يناقش كسقراط، فيهيئ أسئلة باعتناء دقيق يتمشى بها من المعلوم إلى المجهول، ومن السهل إلى الصعب، ومن المحسوس إلى المجرد، وبقوة التكرار والممارسة يصل إلى إيجاد الحقيقة، وإنارتها من التلميذ نفسه، وبذا يجلب له الغبطة والسرور بما يكتشفه.
الأسئلة الاختبارية: هذا النوع من الأسئلة يفسح المجال لنا لمعرفة التلاميذ فيما إذا كانوا قد اكتسبوا معلوماتهم، وفهموها أم لا. وتكون هذه الأسئلة في ابتداء الدرس، أو في غضونه، أو في آخره.
فالأسئلة التي تطرح في ابتداء الدرس تجبر التلميذ على تأدية المعلومات التي درسها أو رآها في الدرس الماضي، وتصل هذا الدرس الأخير بالدرس السابق.
والأسئلة التي تطرح أثناء الدرس تقطع المواصلة في سرد الموضوع وتكون محط الرحال، فالشرح الطويل - لا شك - يجلب السآمة للتلاميذ ويخلق فيهم الملل والخمول. فمن المعقول والصواب أن يقسم المعلم درسه ويجزئه إلى فقرات، ويطلب أسئلة بين الفينة والأخرى تضرم اليقظة والنشاط يتأكد معهما فهم الدرس، ثم يعالج أقساماً أخرى غامضة، لا يفتأ بعدها أن يقطع المواصلة، ويعود من جديد إلى الأسئلة، وهكذا يبقى بين أخذ ورد حتى النهاية.
في الحقيقة يجب على المعلم أن يهدم كل سير يكون على وتيرة واحدة، وأن لا يترك التلاميذ يهيمون بلا حركة. ولزاماً عليه عدا ذلك أن يعرف جيداً، أنه إذا تكلم قسطاً وافراً من الدرس يضعف في التلاميذ الانتباه، ويخمد جذوة النشاط. فعليه عندما يشعر بمثل هذه الأوضاع أن يسرع إلى السؤال، فبعض أسئلة مقتضبة حية تتطاير في الصف من هنا وهناك كأسهم توقظ النفوس، وتهز، وترفع الرؤوس وتضرم الأنظار والأفكار، وتنعش، وتزيد في الفائدة، وتلدغ الأنانية فهي المثل الأعلى في الدرس المثالي القويم.
أما الأسئلة الأخيرة فهي بعد أن يتأكد المعلم من فهم درسه، وتثبيته في الأذهان، يرجع ويسأل من جديد عن النقاط الأساسية والجوهرية للموضوع، ويمكن أن يقال لهذا الشكل من