بالماضي على ضوء نجاح أساليبه المضبوطة في الحاضر إنّهم يحبّون أوطانهم بصدقٍ يتجاوز كذب أكثرنا ومبالغاتهم في الهيام الكاذب. . . إنّهم يقبلون أكثر منّا على التضحية والإغاثة والتعاون الاجتماعي والعمل المثمر. . . ومع كلّ هذا فهم لا يزالوا منّا وإلينا. . . عربٌ. . . دمهم عربيٌ. . . وطنهم عربي. . . ماضيهم عربي. . . ولكن الشيء الوحيد الذي يمتازون به عنّا أن أسلوبهم جدّدته التجربة وفعاليتهم أنعشتها القدوة الحسنة. . . فتراهم حافظوا على قوميتهم محافظةً كافيةً مقرونةً بإثباتٍ عمليٍّ في قدرتهم على تحقيق الحياة المعاصرة أيضاً. . .
يتّضح لنا من هذا أننا نحن العرب لسنا ضعيفي الإمكانيات ولا أردياء العنصر. . . وإنّما كلّ الخطأ عندنا كائنٌ في أنّ فعالياتنا مجمّدة لحساب الماضي. . . نحن شعبٌ تنقصه القدوة الحسنة والتدريب العملي في التّعامل والسلوك والأخلاق ولنستطيع أيّ الأساليب التاريخية النظرية أن تنعش فينا مواهبنا الإنسانية. . . ومن عرف داءه فليس له أيّ عذرٍ في إهماله. . .