الناس، وقسم كبير منها لا يشيع إلا لأنه يرضي فئة كبيرة من ذوي الذوق المريض.
ويظهر ذوقنا المريض أيضاً في كثير من الشذوذ الاجتماعية التي نراها تقع كل يوم والتي يشمئز منها كل فكر.
وإذا كنا عن تذوق الجمال المدرك بالحواس عاجزين وإذ كنا لا نميز بين الخبيث والطيب فنحن عن تزوق لا الجمال الروحي والمعنوي أعجز وإذا كانت عائلة الطفل وبيئته لا تساعدنه في ظروفنا الحاضرة على خلق الذوق الفني لدى الطفل أو تنميته فواجب المدرسة مزدوج وعليها تعهد ذوق الطفل بالتربية وبدون هذا الذوق العام المتعدد النواحي لا يمكن للفرد أن يتذوق الأدب تذوقاً صادقاً سليماً وقبل أن أتكلم عن العناصر الأخرى التي بدونها لا يتذوق الأدب والتي تتصل بفن القول والبيان كالدقة في فهم الألفاظ واختلاف معانيها باختلاف وضعها بالجملة، وقوة إيحائها، وغيرها من عناصر الجمال في القول، أذد أن أتكلم عن الفنون التي تشترك في تكوين الذوق العام، كالموسيقى والرسم والرياضة البدنية وهل أدت مدارس الحكومة واجبها حتى الآن؟ وما نواحي العجز والقصور في وضعها الحالي؟ وماذا يجب أن نعمل لنقوي هذه الأذواق لدى الطلاب لأهمية هذه الأذواق والميول في نفسها من جهة، ولأنها حلقات متصلة بحلقة الأدب الذي لا يعيش قوياً إلا بذوق عام قوي من جهة؟ وأترك الكلام على هذا إلى الأعداد القادمة من هذه المجلة.