ومنذ سنة١٨٤١م أصبحت التايمس صحيفة قوية التأثير شديدة النفوذ في إنكلترا وخارجها، وشرع الكتّاب العظام كديزرائيلي وستيرلنج واللّورد لايندروست كبير وزراء إنكلترا بقوله: إنّ رئيس تحرير التّايمس هو أقوى رجلٍ في بريطانيا العظمى.
وتعني التّايمس بباب الإعلانات عناية كبرى، لا تدانيها فيها أيّة صحيفة بريطانيّة حتّى الآن، فترى فيه طلبات لأساتذة الجامعات والعملاء التّجاريين والخدم، وعرضاً لسيّارات ومعاطف وكتب حديثةٍ، وهناك قسم المواليد والزواج والوفيّات.
وفي منتصف القرن التّاسع عشر، شرعت التايمس بتخصيص صفحة مليّةٍ، تحوي معلومات قيّمةٍ تهمّ رجال الأعمال. كما ساهم في تحريرها كتّابٌ شهيرون أمثال ناكراي وتوماس مور واللورد ماكولاي ينشر فصول في الأدب والنّقد، ممّا يساعد على الاحتفاظ بشهرتها العالميّة.
وكان لمقالات اللورد سيلبورن ورئيس الجامعة فايس أثرٌ كبير جعل التايمس تنهج سياسة معتدلةً هي بين تطرّف الأحرار وتطرّف المحافظين. وفي مطلع القرن الحاضر أخذت التّيمس تصدر الملاحق في الأدب والفنّ والتربية، وقد ظلّت التّايمس خلال الحرب العالميّة الأولى في طليعة الصّحف البريطانيّة، ولم تدع صحيفة مجالاً للّحاق بها أو التّفوّق عليها، وقامت على تحقيق عدّة مشاريع أهمّها إنشاء الصّليب الأحمر، وإقامة الإتحاد لرجال الإسعاف، وجمع اكتتاب بلغ ١٦مليون جنيه. كما قامت بعد الحرب مجمع ٣٥مليوناً من الفرنكات لتجديد بناء كنيسة وستمنسر و٥٠ مليون من الفرنكات لكاتددرائيّة سانت بول.
وفي مايس ١٩٢٦ عندما شمل الإضراب مرافق البلاد الانكليزيّة أصدرت التايمس نشرة صغيرة، كانت هي الوحيدة التي ظلّت تصدر يوميّاً في لندن طول مدّة الإضراب، وعند انتهاء الإضراب جمعت التايمس ٢٤١٨٣٣ جنيهاً قد قدّمتها إلى رجال الشّرطة الذين أظهروا حنكةً ومهارةً خلال الحوادث بإنقاذهم حياة وأموال كثيرين من النّاس.
والتايمس اليوم أكثر ازدهاراً وأشد انتشاراً عن ذي قبل، وقد ظلّت محافظة على مظهرها الممتاز بالرغم من اضطرارها، كغيرها من الصّحف، إلى تخفيض عدد صفحاتها حقلاً خصباً لمقالات وآراء أبرز وأشهر العلماء والأدباء وفي الحقيقة فإن جميع الرّجال والنّساء في كلّ أطراف العالم الذين ينشدون أطراد التّقدم في الإنسان، دون اللجوء إلى الانقلابات