للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعدلها طلاب مدارس المعلمين قبل إلقائها وبعد الانتهاء منها إذ يعرض أستاذ التربية أو معلم الصف عليهم المبادئ النفسية والتربوية والمنطقية التي استند إليها في إلقاء الدرس وبين لهم كيفية عداده وغايته ونتائجه. وعلى الطلاب أن يحضروا بعض الدروس تحضيرا كتابيا مختصرا يعرضونه على أساتذتهم وأن يسجلوا في دفاترهم ملاحظات الأساتذة عليها ونتائج المناقشة التي تدور حولها.

وهذه الدروس التجريبية التي يلقيها طلاب مدارس المعلمين يجب أن تشمل جميع صفوف المدرسة الابتدائية وجميع المواد وهي تعود الطالب حسن استعمال الأدوات المدرسية وتمرنه على تطبيق مبادئ التربية والتعليم بنفسه ويجب أن يعهد أيضاً إلى طلاب مدارس المعلمين في إدارة صف من صفوف المدرسة الابتدائية تحت إشراف أستاذ التربية أو مفتش المعارف يعلمون فيه جميع المواد ويتمرنون على طرق التربية الحديثة كطريقة وذكر ولي وطريقة دالتون وطريقة فنيتكا وغيرها.

* * *

ينتج مما تقدم أن مدارس المعلمين لا تحقق الغاية المرجوة منها في تنشئة المعلمين إلا إذا جمعت بين الإعداد العلمي والإعداد الاجتماعي والإعداد العملي.

فالإعداد العلمي يقتضي العناية بتدريس الآداب القومية والتاريخ العربي وتاريخ الحضارة وجغرافية البلاد العربية وعلم الاجتماع والمعلومات الحقوقية والمدنية وعلم التربية وعلم النفس وغيرها.

والإعداد الاجتماعي يقتضي خلق بيئة اجتماعية تولد في نفوس الطلاب حسن المسؤولية ومحبة الوطن والشعور بالروابط الاجتماعية.

والإعداد العملي يقتضي تدريب الطالب على أصول التدريس كما يدرب المهندسون في المعامل على أعمال البناء والصناعة.

وهذا كله يقتضي أن تكون روح التعليم في مدارس المعلمين متجهة إلى تحقيق المثل الأعلى الذي نصبو إليه في مجتمعنا الحديث.

وفي كل نظام تربوي أمران أساسيان لابد من مراعاتهما الغاية والواسطة. فغاية التربية في التعليم العام هي إعداد مواطنين متصفين بجميع الصفات الفكرية والخلقية والجسمية التي

<<  <  ج: ص:  >  >>