للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنطقية المتزنة هي التي تسيطر على التربية الخلقية في الأسرة.

إن مفهوم السلطة قد تطور عند الأسر فقد حل نوع من المحبة والثقة والمساواة بدلاً من تلك السلطة المطلقة والتعسف البالغ على أنه يسود الأسر أيضاً في أغلب الأحيان ضعف وتراخ شديدان؟

قال سبنسر: أليس شيء بشع مخيف أن يترك مصير الجيل الجديد إلى تحكم الصدق والعادات العفوية وإلى إيحاء المربيات الجاهلات وتفكير الجدات؟ أننا نلصق الحماقة والغباء بكل من يدخل عالم التجارة وهو جاهل لقواعد الحساب وأصول مسك الدفاتر وتنبأً له بأسوأ النتائج، وهل باستطاعة الجراح أن يحمل مبضعه ويباشر عمله وهو جاهل لعلم التشريح ومنافع الأعضاء؟ ولكن كم من الآباء والأمهات يقبلون على مباشرة مهمتهم الشاقة الخطيرة وهي تربية الأطفال دون أن يفكروا أبداً في السؤال عن المبادئ الأساسية في التربية الجسمية والعقلية والخلقية التي تعينهم في أداء مهمتهم؟ أو ليس هذا مثار الدهشة من الآباء ومبعث الرحمة للأبناء هؤلاء الضحايا الأبرياء؟

ونؤكد مرة أخرى أن التربية الخلقية هي بمقدور الأسرة أن تنهض بها على الوجه الأكمل لأنها هي التي تعرف طفلها معرفة جيدة بينما المعلم موكل إليه عدد من الأطفال كبير، فالأبوان يدركان نقائص الطفل فهو قطعة منها وصورة مصغرة عن نقائصها الموروئة القريبة أو البعيدة، والأبوان هما الوحيدان اللذان يملكان هذا الفيض من الحب، فما الموهبة ولا التضحية ولا صداقة المعلمين نفسها بقادرة على أن تعدل محبة الأبوان وتأثيرهما في التربية الأخلاقية.

وهل من الضروري أيضاً أن والقول الطفل الخلوق هو الطفل الذي يعيش في الوسط عائلي سعيد بهيج؟

وهكذا فأنا نرى المصاعب جمة سواء في التربية الجسيمة أو العقلية أو الخلقية ولكن مساهمة الأسرة في هذا المضمار يساعد أيضاً على رفع مستواها الصحي والفكري والخلقي، فالنفع أيضاً جزيل لمن يقوم بالتعليم نفعه لمن تتلقاه.

سعيد القضماني

<<  <  ج: ص:  >  >>