المخلص لطلابه والذي يفهمهم حق الفهم هي برد وسلام مهما كانت قاسية وعنيفة.
ولقد بين ستانلي هول بأن مهمة المربي هي إكساب المراهق معرفة أسرار الحياة لا حشو دماغه بالمعارف. ولا شك بأن هذا المبدأ التربوي هو أساس التربية الحديثة، ويشتق عن قول مونتن: بأن الدماغ الناضج خير من الدماغ المثقل بالمعلومات.
هذا وأننا أمام أزمة المراهقة نتساءل عما إذا كان من الضروري كبتها، أم تشجيعها، أم الوقوف على الحياد؟
والحقيقة فإن كل مفهوم تربوي ينبثق عن فلسفة، أو عن مبادئ أخلاقية، أو عن مجموعة فكر اجتماعية، ولا يمكننا مناقشة جميع الآراء في هذا الصدد، إنما نرى من الضروري الاستفادة من دراستنا اللازمة كي نقبل بوجهة نظر حيادية.
ولقد تبين معنا بأن هذه الأزمة هي ثورة لابد منها وهي مرحلة من الحياة ضرورية، ليتوصل معها الشاب إلى الشعور بشخصيته، وإلى تحديد اتجاهاته، وإلى فهم المحيط وإلى الاندماج فيه. لذا علينا أن نقبل بوجودها، ونحاول فهم نفسية المراهقين دون أن نتعرض إلى المداخلة في أسرارهم، وقد يحدث أن يأتي إلينا بعضهم بعد أن تكسب ثقتهم ليفتحوا لنا كوامن صدورهم، ويطلعونا على ما يقض مضاجعهم.
وإذا اعتمدنا على الحوادث المهمة التي حللناها حتى الآن يمكن أن نقسم التربية الخاصة بسن الأزمة إلى أربعة قضايا:
١_ماذا نعمل أمام ثورة الشباب؟
٢_كيف يمكننا تقدير القيمة الخاصة بهذه الفترة من الحياة؟
٣_ما هي الاحتياطات التي يجب أخذها؟
٤_خير الوسائل التي تساعدنا على تكييفه مع المحيط.
١_إن هذه الثورة تزعجنا جداً لأنها تبعد الشاب عن المألوف وتجعله عنصر شغب، لا يحترم الراشد، ولا يأبه بالنظام. لذا نضطر إلى مجابهته بالعنف طالبين منه أن يتمسك بالآداب وأن لا يشد عن المعتاد، ناسين أن للطلاب الحق القطعي في بقائهم شبابا، وعلينا أن نحترم إلى أقصى حد شخصياتهم وطرقهم في التفكير. لأن هؤلاء الشباب هم في بدء فهمهم لقواهم الكامنة، ويجب أن لا نقتلها في المهد. وإذا ما بدرت منهم شذوذ فهي في