إن العالم - ذهب في إشراك الطلاب في الحياة المدرسية إلى حد بعيد كي تنمو لديهم الشخصية. وخصص للتربية البديعية أوقاتاً كثيرة. فالطلاب يعزفون على الآلات المختلفة، وينشدون مشتركين، ويمثلون الروايات ويقومون برياضات ورقص شعبي وسياحات.
وهذا التعاون الحربية الطلاب والمدرسة صعب التحقيق لأسباب عديدة، منها أن الراشد لا يتساهل إلا في ترك الصلاحيات الصغيرة إلى طلابه. ومن جهة ثانية فإن الإرادة تحتاج إلى قواعد لا غنى عنها في تسيير دفة الأمور. وهناك بعض الطلاب ممن يحاولون الهرب من المسؤولية عوضاً عن التمسك بها. وعلى كل حال فإنه من الممكن أن نشرك من الطلاب من يحب النظام ويحترمه، وممن نثق بتفانيهم في المصلحة والخدمة. فيعملون في تنظيم الجمعيات وإقامة الحفلات الرياضية والتمثيلية وشراء الكتب من الريع الذي يمكن الحصول عليه أو من الاشتراكات.
وتعتمد مدرسة - ده لاروش - على أكبر أو أبرز الطلاب لإشراكه في اجتماعات الأساتذة التي تدرس فيها أمور تتعلق بالطلبة. يمكن أن يتداول معهم أيضاً في قضايا النظام المدرسي. ولقد لوحظ بأن الشباب أو الشابات البالغين من العمر التاسعة عشرة يقدمون من الآراء الهامة ما لا يفكر بها الأساتذة مطلقاً.
أما خارج المدرسة وفي أوقات العطل الصيفية فإن المجال واسع أمام الشباب للقيام بأعمال نافعة تدر على الفرد بعض المال وتقدم للمجتمع أكبر الخدمات. لقد ساهم أكثر الطالبات والطلاب أثناء الحرب المنصرمة، في أعمال الزراعة بغية الحصول على مؤونة غذائية يستفيدون منها في الشتاء. فعمل أكثرهم في الحقول كأبسط المزارعين حصدوا الأرض، ونقلوا المياه إلى البساتين، وقطفوا الأثمار، وبهذا فقد عرفوا مدى قيمهم العملية، وتعرفوا على صعوبة الحياة، وخاصة حياة المزارع والعامل، وأحبوا الطبيعة، وامتزجوا بجماعة من طبقة اجتماعية تختلف عن محيط المدرسة، وتمكنوا من قياس قواهم وتحديد اتجاهاتهم وإظهار مواهبهم.
يمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك فنقول بأن المهام التي قاموا بها كانت كبيرة، منها الدفاع السلبي، وإنقاذ النساء والأطفال، والشيوخ من الأنقاض التي دفنوا تحتها أثر الغارات الجوية. ولقد كان المراهقون في جميع أمم العالم - أثناء الحرب المنصرمة - العنصر