الطبيعة الجميل ما لا يرونه في بطون الكتب، فتنمو لديهم المسؤولية - ولذا فإنهم يشبعون ميلهم نحو الغريب، ويحققون ما لا يمكن تحقيقه في مجتمع يحيا أفراده حياة جدية ينقص المخيم وسائل الراحة غير أنه - أي المخيم - من صنع الشباب أنفسهم.
لا تشبع الكشفية فهم المراهق في حب الغريب فحسب بل هي قائمة على مبادئ أخلاقية ومثل عليا، وترغب في تكوين الفرد تكوينا تاماً فستعمل المنافسة والاعتياد على العمل المشترك وتهيئ الفتى إلى الحياة الاجتماعية.
هناك جمعيات في ألمانيا وفرنسا تجعل لكل فرد عملا خاصا به يلائم ميوله، مثلهم في ذلك مثل القرية الهندية التقليدية، إذ كان للأهلين مهنهم المتسلسلة، من عمل الأحذية إلى المنجم. كان بينهم المحاسب، والكاتب، والمستشار الحكيم الخ. . .
إن هذه الجمعيات تحقق تماما ما يصبوا إليه الناشئ من حب لكل ما هو غريب والعمل بحرية وسرور.
ولا تخلو هذه الحياة من صعوبات يجب اجتيازها مما ينمي الشخصية والإرادة ويزيد التجربة غناء ثم ينتقل المراهق من طور العمل مع رفاقه إلى العمل الفردي فيقوم برحلاته لوحده، أو مع رفيق، ويلتقي من آن لآخر مع شباب، يتعرف إليهم في الملاجئ المعدة لإيوائهم بعد السفر، وللراحة بعد التعب، فيحتك بهم وتزيد خبرته ويتكون شخصه.
رغب جماعة أن يجعلوا من منظمات الشباب بؤرات تربوية تحل محل المدرسة. ففي سنة١٩١٩ اجتمع الشباب بمؤتمر عقد في مونيخ وطالبوا فيه بإصلاحات في التعليم، يقوم بها الشباب أنفسهم: أرادوا إدخال الصداقة والتفاهم والثقة والعمل الحر. إن هذه المطاليب هي نفس المطاليب التي سمعناها من أفواه المراهقين ونفس ما توصل إليه الباحثون في استقصاءاتهم. يريد المراهقون أساتذة شبابا يتفاهمون معهم ويصبحون لهم رفاقا، وعملا مدرسيا حرا لا يتقيد بساعات الدرس ولا بتوقيف جاف لا يتبدل من أول السنة لآخرها. أي يرغبون في التربية الذاتية المعتمدة على الجهد، والتشبث الشخصي والإبداع.
إن المدارس الحديثة في إنكلترا للمربية ردي - والمدارس الألمانية (١٨٩٧) للمربي لينز راعت حاجات المرهقين: فهي في الحقول، ويختلف التدريس فيها حسب الفصول، والحياة فيها حرة والعلائق بين الطلاب والأساتذة أوثق مما هي عليه قبلاً.