اطلاع الناشئة على تلك الأمجاد بأمانة وإفهامهم أن رسالتهم ليست بالاكتفاء بالتأخر بتراثهم القومي ذاك، بل للعمل على تكميله وتنميته، ومن هنا كان عليها حمل الناشئة على الشعور بواجب النضال في سبيل رفع مستوى بلادهم وترقية شعبهم ليكون جدير بماضيه وأمجاده وجدوده حمل الناشئة على الشعور بالمسؤولية أمام هذه البلاد وتاريخها ومستقبلها، حملهم على الشعور أن كلاً منهم جندي في خدمة بلاده والتفاني في حبها، ومن هنا كان على المعلمة أن تعلمهم تقديس المثل العليا وتقديس الحرية وحب الوطن، وتقدير الإنسان وكرامته كأعز المخلوقات وأشرفها، وبتحقيق هذا تكون مهنة المعلمة مهنة حية تستمد قوة وتجدد دائمين، من قوة الحياة وتجددها الدائمين!
من أجل هذا كله، كان المجال الحيوي لنشاط المعلمة أوسع من دائرة مدرستها وكتابها، فهي كواحدة من أوائل المتعلمات في البلد، ومن حاملات مثل هذه الرسالة الكبرى، رسالة تهيئة النشء للبلاد أو رسالة (صنع) المجتمع! يجب - لكي تستطيع القيام بأداء تلك الرسالة - أن تعمل جاهدة على تنمية مواهبها باستمرار وزيادة ثقافتها، وتنظيم نفسها وجهودها في حركات تخدم مجتمعها وبلادها لكي تساير العالم في تطوره، فليس يعقل أن تقف مربية الجيل الطالع، متفرجة على دولاب الحياة السائر قدما إلى أمام!.