للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحرير المجتمع من كثير مما كان يسود هؤلاء جميعاً من مظاهر الجهل والتأخر والجمود بل لست أغالي إذا قلت: والانحطاط!

هذا هو إذن مركز المعلمة في المجتمع في هذه المرحلة الحاضرة وهو مركز له أهميته ويرتب على المعلمة واجبات كبرى عظيمة. فما هي الواجبات المترتبة على المعلمة في المجتمع الحاضر تبعاً لمركزها.؟

أول تلك الواجبات أن تكون المعلمة عضواً فعالاً في مساعدة المجتمع لتكميل مرحلته التطورية الحاضرة، وانتقاله إلى مرحلة أرقى وأحسن، أي لمساعدة المجتمع في أن يخطو دائماً خطوة جديدة نحو التقدم، وبين يدي المعلمة مجال واسع للقيام بهذا الواجب الهام، بحكم طبيعة عملها الإنشائي الجماهيري الواسع بين صفوف الناشئة وهي تستطيع الوصول إلى تحقيق هدفها ذاك بتلقين الناشئة العلم الصحيح الخالي من الأوهام والشكوك والغموض، وبحملهم على تحكيم العلم في تفسير كل غامض وبتعويدهم على تسييد العقل أي جعل العقل سيداً لكل شيء، والتفكير السليم الصحيح وسيلة لتفهم الحياة.

إن التفتيش عن الحقيقة وإتباع طريقها يجب أن يكون الهدف الذي تضعه المعلمة أمام تلاميذها وباستمرار ذلك تتوصل إلى بث وعي صحيح فيهم فتنمو القدرة على تعيين الحقيقة في كل شيء حولهم فلا يسهل عندئذ أخذهم بالأضاليل، إذ أن شمس الحقيقة تذيب الزبد ولا تبقي إلا ما ينفع الناس.

إن الواجب الخطير الذي يواجه المعلمة هو أن تعرف كيف تربط الحياة بالكتاب! وأن تحطم هذا الحاجز الرجعي الذي يحاول أنصار الجهل إقامته سداً بين الحياة والكتاب أي بين العلم والحياة فيلقنون الطالب ما يحمله الكتاب من علم لكنهم يغلقون هذا الكتاب ويعتمدون على الخرافات والأوهام والجهل في تفسير الحياة ومظاهرها وحل أمورها، وهكذا يقطعون الحلقة بين العلم والحياة ويضعون ثقة النشء بالعلم ويبعدونه عن تفكيرهم وحياتهم فيخونون رسالتهم العلمية ويعبثون بعقول الناشئة ويدسون سوس الخراب في تكوينهم وتهيئتهم، لذلك وجب أن يكون شعار المعلمة أمام صغارها، إن الكتاب قاموس الحياة!

والمعلمة قد درست تاريخ بلادها واطلعت على أمجاد أمتها، فالواجب الوطني يدعوها إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>