قلنا أن الغرض من التمرينات الجدول هو تقوية العضلات الجسم ومفاصله وزيادة مرونتها وتربية القوام ومحاربة الأوضاع الرديئة فيه ولذا كانت التمرينات متنوعة في بساطتها وتعقيدها وفي سهولتها وصعوبتها وأن هذا التنوع ضروري بالنسبة للفرد وتركيب جسمه وقدرته على العمل. فالتمرينات التي تعطي للبالغين من الطلاب يجب أن تعطي لهم وهم في دور المراهقة وأما الأطفال الذين هم ما بين ٦_٩ فتختلف كل الاختلاف عما تعطي للمراهقين والبالغين.
فتمرينات الأطفال يجب أن تكون بسيطة وموضوع في القالب قصصي أو تمثلي وذلك لما للطفل من قوة خيال وميل شديد يراه حوله من إنسان أو حيوان أو جماد، ولميله الشديد وتعطشه للحركة المستمرة يجب عدم أعطائه حركاته من أوضاعه ثابتة، فحركات الرجلين مثلاً تعطي له بطلب تقليد جري الحصان أو سير الإوز أوثبة الضفدعة.
وحركات الذراعين بتقليد حركة جناحين الطير أو عامل النور وكذا حركات الجذع بتقليد الحفار والعجان والحصاد والفلاح وهو يبذر الحب.
ويمكن وضع هذه الحركات كلها في قالب قصصي لذيذ يسهوي الطالب ويشبع مليه وشوقه للحركة.
وعندما يتقدم الطفل في السن يتغير نوع التمرينات وطريقة التدريس أيضاً فتعطى للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين ٩_١٢ تمرينات بسيطة متدرجة في الصعوبة ويزاد من كمية الألعاب التمهيدية التي تكسب الطالب مهارة للألعاب الجمعية الكبيرة والعاب القوى كالرمي والقفز، واللقف والتصويب ويجب أن يعلم المدرس أن هذه المرحلة هي مرحلة الأعداد الرياضي في دروس التربية البدنية.
ويأتي بعد هذه المرحلة دور المراهقة إذ يبدأ الطالب بتكوين شخصيته وتزداد مداركه وانفعالاته النفسية والجسمية فيظهر عليه علائم التعب بسرعة ولذا فتمرينات هذه المرحلة تختلف عن سابقها لتتفق مع مدارك الطلاب وشعورهم فلا تعطي لهم تمرينات بسيطة أو مركبة شديدة التعقيد الاكثار من الألعاب للبنين والتمارين الإيقاعية للبنات. وعندما يصل الطالب إلى دور البلوغ تزداد قوته وتشتد قدرته على العمل. ففي هذه المرحلة تزداد التمرينات قوة وتعقيداً ويرتفع مستوى الألعاب الجمعية والفردية فيشترك الطلاب فيها