الحي فنراه يعتمد إلى شيء يراه ويحركه مدفوعاً برغبة الكشف عن سره بل وكثيراً ما يلجأ إلى جماد معين فيربطه بخيط ويجره كي يقنع نفسه بان هذا الجماد حي إذ انه يتحرك وطالما هو يتحرك فقد عرف شيئاً عنه.
وما قصة الطفل الذي فضل أن يمس جمرة متأججة وضعت أمامه على ان يمس بلحة إلى جوارها إلا دليلاً على أن الجمرة بتأججها قد فتنت الطفل واسترعت انتباهه.
ويروي احد علماء النفس حادثة طفل وقف مع أبيه أمام صورة تمثل سباحاً يتأهب للاندفاع في الماء وطال وقوفه ثم التفت إلى أبيه وقال بتذمر: لم لا ينزل هذا السباح إلى الماء فهذا الطفل ضاق ذرعا بالصورة وهو يشهدها على هذا الشكل فهو يود رؤية السباح وهو يندفع والماء يتناثر من حوله أي أنه يرغب في رؤية الحركة في هذه الصورة.
والطفلة التي تفتعل الحركة في لعبتها الصغيرة فتضعها معها إلى المائدة أثناء الطعام وتأوي بها إلى السرير في الليل فهي ترى فيها نموذجاً لإنسان حي يأكل وينام ويمارس كل ما يمارسه الأحياء.
وثمة تجربة قام بها أحد الرجال التربية فقد قرر على إحدى مدارس الأطفال كتاباً للحروف الهجائية خال من الصور فوجد أن الأطفال يصورون ما توحي به الحروف إليهم على هوامش الكتاب فمثلاً حرف ب يرسم الطفل إلى جانبه ما يشابه البيت وحرف ك. . . كرسي. . . الخ، ثم عندما أعاد إليهم كتبهم السابقة وهي كتب مصورة وجد أنهم يضيفون إلى الصور ما يوحي بأن الحركة تملؤها فصورة البيت مثلاً يضيف الطفل إليها المدخنة التي تعلو سقفه والدخان يتصاعد منها أي أن البيت يزخر بالحركة وصورة الرجل أيضاً يضيف إليها شارباً كي تذكره بأبيه أو أستاذه الذي يراه كل يوم وكذلك صورة المنظر الطبيعي إذ يضيف إليها العصافير في طيرانها. . . الخ.
ونستدل من هذه الأمثلة عن مدى تأثير الحركة في الطفل وأخذها بجانب كبير من انتباهه والتفاته لا لأن فيها معنى الحياة فحسب بل لأنها أيضاً ترمز إلى الواقع الملموس أي الواقع الذي يقنع الطفل ويروي ظمأه للمعرفة.
السينما والحركة
في صالة المقهى الكبير في باريس وفي يوم ٢٨ كانون الأول من عام ١٨٩٥ كان هناك