نفر ضئيل جداً من علماء المدينة ورجالها لا يتعدى الثلاثين شخصاً يشهد أول عرض لأول فيلم في العالم.
ولم يكن يدور بخلد أحد من هؤلاء أن ما يشهده الآن بدهشة يشو بها الشك سيصبح بعد بضع من السنين ذا أثر هام في الحياة والمجتمع حتى العالمين لويس واوغست لومبير صاحبي الفيلم لم يكن يخطر ببالها هذا فقد كان الغرض الأول والأخير من هذا الاختراع تسجيل الحركة بشكل يحاكي تسجيل الفوتوغرافيا أو بمعنى اصح أن السينما أعبرت في أول الأمر امتداداً للفوتوغرافيا. إذ أن هذه كانت وظيفتها تسجيل جزء من الحركة وهو الجزء الذي تتمكن عدستها من اقتناصه أما السينما فقد تمكن المصورون بواسطتها من تسجيل جميع أجزاء الحركة بصورة متتالية وعرضها أيضاً على أنها وحدة كاملة.
والواقع أن هذه الظاهرة ليست جديدة في الفن فقد قلنا في السابق أن الإنسان انتقل في تعبيره من الرسوم التي كان ينقشها في مغاوره وكهوفه إلى الرقص يقيمه للآلهة والطبيعة معبراً به ولائه وطاعته وإعجابه ثم الحركة على الشعر وذلك بظهور المسرح على فن التصوير وذلك باكتشاف فن المنظور فكان أن ظهر البعد الثالث في اللوحات والرسوم بعد كانت مفتقره على بعدين وهذا أيضاً من مظاهر الحركة في فن التصوير ثم اخترعت الفوتوغرافيا ثم السينما.
السينما المدرسية
إن مهمة السينما الرئيسية هي التعليم وقد يجري بصورة مباشرة كما هو في السينما المدرسية كما أنه قد يجري أيضاً بصورة غير مباشرة كما هو في السينما القصصية والثقافية ومن هذا ندرك أن السينما المدرسية ليست إلا وسيلة يستند إليها المعلم في شرحه أي أنها تقوم مقام وسائل الإيضاح ومن أهم مميزاتها أنها تقوم أيضاً مقام المخبر في المدرسة فإن أغلب المخابر تفتقر إلى كثير من الأدوات والمواد الأولية فالسينما تعوض هذا بأن تعرض على الطلبة مختلف التجاوب التي قد يكون بعضها ذا خطر عليهم إذ أجريت أمامهم ولم تفتقر السينما في مهمتها هذه على المدارس بل تعدتها إلى الجامعات.
وهناك حكمة صينية تقول: إن الصورة غالباً ما تكون خير من ألف كلمة كما أن الشاعر اللاتيني هو راس يقول: إن الصعوبة التي نصادفها عندما نحاول أن نثبت في النفس