المعلمين الريفية والابتدائية والعالية أو من البعثات العلمية.
وأخيرا فإن تحقيق أهدافنا في التربية والتعليم يتطلب تنظيم الحياة المدرسية على أسس جديدة تجعل من المدرسة مجتمعا حقيقيا يعتاد فيه التلاميذ على الحياة المشتركة ويكتسبون الفضائل الأخلاقية - الاجتماعية عن طريق القدوة والتمرين. ويجب الاعتراف بأن ما نسميه النشاط المدرسي والأعمال الحرة ليس له في الحقيقة أي أثر ملموس في مدارسنا لآن الوقت المخصص لهذه الغاية في البرامج قليل جدا ولأن معظم الأساتذة ليس لديهم من أوقات الفراغ والكفاءة التربوية من يساعدهم على الاشتراك في ذلك. وما زال هم المعلمين والأساتذة أن ياقوا دروسهم ويتمموا مواد البرنامج وينهكوا أذهان التلاميذ بالمعلومات الفارغة، الغامضة دون أن يؤدوا المهمة الأولى الملقاة على عواتقهم وهي تربية الناشئين وتكوين شخصياتهم ودون أن يفكروا في خلق جو مدرسي يحبب إلى التلاميذ المطالعة والبحث وتتهيأ لهم فيه الفرصة للعمل المشترك والتفاهم والتعاون والتضامن والتنظيم، وكيف يستطيع الأساتذة القيام بهذا الواجب وأكثرهم مضطرون إلى إعطاء دروس إضافية في المدارس الرسمية أو الخاصة تبلغ أحيانا ضعف نصابهم القانوني؟ ذلك لأن رواتبهم لا تكفي لتأمين الحد الأدنى من ضرورات المعيشة.
إنه ليس من السبيل إلى إصلاح حالة المعارف وتحقيق الهداف القومية للتربية والتعليم إلا إذا بدأنا بتهيئة المئات بل الآلاف من المعلمين والأساتذة القديرين واتخذنا العدة لفتح أكبر عدد ممكن من المدارس الزراعية والصناعية في أبنية صالحة، مجهزة بالآلات والوسائل اللازمة وقمنا بتأليف الكتب الحديثة وجعلنا شعارنا الإخلاص والإتقان وتقديم الأهم على المهم ثم ابتعدنا عن الارتجال والترقيع والتضليل والدعاية الفارغة. . .