العامة ولدراسة الحقوق - أي على تهيئة موظفين يتقاضون الرواتب ولا ينتجون شيئا.
لقد أصبح من الضروري تبديل هذا الوضع الخطر، ويحتاج الأمر إلى كثير من الجهود المخلصة والشجاعة والإقدام.
ثم يتطلب التوجيه القومي والإصلاح الأخلاقي - الاجتماعي تغييرات جوهرية في برامج التعليم من جهة وفي تنظيم الحياة المدرسية من جهة ثانية.
لا شك في إن المواد المدرسية التي تساعد على تنمية الروح الوطنية والوعي القومي والشعور الأخلاقي - الاجتماعي، مثل اللغة العربية والتاريخ والجغرافية والمعلومات المدنية قد زادت الساعات المخصصة لها في المناهج الجديدة ولكن ليس بالمقدار المطلوب، ولا تزال الدروس الأخرى وعلى الأخص الرياضيات تشغل جزءا كبيرا جدا من الوقت والجهد، أما الموضوعات المتعلقة ببلاد العرب وتاريخهم وحضارتهم ومشاكلهم الاجتماعية فقد أدمجت في البرامج بالاسم فقط، ولكن في الواقع ما زال التاريخ الأوروبي والحضارة الأوروبية والمسائل المجردة طاغية على هذه الموضوعات بسبب فقدان الكتب الصالحة والمراجع اللازمة وبسبب تمسك المعلمين والأساتذة بعاداتهم المكتسبة.
ولا ننسى أن المهم في كل البرامج ليس مفردات المواد المنصوص عليها بل كيفية فهمها وعرضها والاستفادة منها، وهذا يتوقف على إدراك المعلمين والأساتذة لروح البرنامج وقدرتهم على إحياء هذه الروح ونفخها في نفوس الناشئين.
هنا نصطدم بأهم مشكلة من مشاكل التربية والتعليم في سورية ونعني بها نقص المعلمين والأساتذة الصالحين، ومن الصعب جدا القيام بالإصلاحات اللازمة ما دام عدد المعلمين والأساتذة في مدارسنا أقل بكثير مما نحتاج إليه بالنسبة إلى عدد التلاميذ من جهة وما دام هؤلاء المعلمون والأساتذة ليست متوفرة فيهم الشروط الضرورية للقيام بمهمتهم من جهة ثانية، ويكفي أن نذكر أن أقل من ثلث المعلمين فقط في المدارس الابتدائية يحملون شهادة أهلية التعليم وأن نسبة أصحاب الشهادات العالية - الاختصاصية بين أساتذة التعليم الثانوي دون ذلك بكثير - حتى نعرف السبب الأساسي في فساد التعليم وتأخر حالة المدارس.
وقد حان الوقت لندرك أن كل محاولة لإصلاح التربية والتعليم في بلادنا ستظل محموما عليها بالفشل إذا لم نبدأ عملنا بتهيئة المعلمين والأساتذة الصالحين سواء بالإكثار من دور