تبين فيها الطريق التربوية المجدية لتدريس هذه المادة تدريسا نافعا مثمرا أو أن تذيع على المعلمين تعليمات مفصلة في هذا الموضوع.
ذلك إن الطرائق العامة المتبعة في التدريس من التدرج من المحسوس إلى المجرد ومن السهل إلى الصعب ومن الجزئي إلى الكلي والاعتماد على الطرق الجذابة كالقصص وعلى وسائل الإيضاح كالأشياء الطبيعية والصور الملونة والرسوم كل أولئك مما يمكن تطبيقه في تدريس الدين حتى يصبح درسا تتجلى فيه الحياة والحركة والنشاط ويشارك مجموعة الدروس في تنمية الملاحظة والخيال والذاكرة والاعتماد عليها في الوقت نفسه لفهم كثير من الاعتقادات والإيمان بها والشعور بالعواطف السامية المتصلة بها والتهيؤ لفهم أعمق وشعور أسمى في مراحل الدراسة التالية.
ونكتفي بضرب مثل واحد آملين العودة إلى التفصيل في هذا الموضوع الذي لا يزال بكراً ولم تتناوله كتب التربية في البلاد العربية.
يأتي المعلم بلوحة أو لوحات فيها صورة سفينة تمخر عباب البحر وفيها إن أمكن صورة صيد السمك أو استخراج اللؤلؤ صورة ملونة تذخر بالحياة وتفيض بنعم الكون يعلقها أمام الطلاب ثم يأخذ بطريقة الأسئلة الموجهة حتى يصل إلى ما يريد من نتائج عن طريق الطلاب أنفسهم:
١) إن في البحر - ثم ينتقل إلى سائر أجزاء الطبيعة - منافع ونعم كثيرة يستطيع الإنسان أن يستفيد منها أو أن يتخذ منها زينة له.
٢) إن لهذا البحر بما فيه من منافع - ثم كذلك لسائر أجزاء الكون - خالقاً ومسخراً إليه يرجع الفضل في هذه المنافع والنعم التي تفيض على الإنسان.
٣) إن هذه المنافع موجودة ومعروضة ولكن لا بد أيضا من عمل الإنسان وجهده حتى يحصل عليها.
وما أقوى تأثير هذه الآية التي يكتبها حينئذ بخط جميل وأحرف كبيرة ليحفظها التلاميذ بعد أن فهموها: وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا، وتستخرجوا حلية تلبسونها، وترى الفلك مواخر فيه، ولتبتغوا من فضله، ولعلكم تشكرون وما أرسخ عاطفة الشكر لله هذه التي تنشأ وتتولد بعد هذه الصور الجذابة الخصبة بالحياة ولا نشك أنها الأقوى أثرا بما