للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرقابة الأخلاقية الأعظم ومن التفكير في مظاهر الطبيعة المتنوعة الزائلة إلى الحقيقة الواحدة الخالدة. . . وبالجملة أليس من الممكن أن نجعل من قلب الإنسان الصغير صورة مصغرة لعالم الكون الأكبر وخالق هذا العالم وأن نعمل على انبثاق هذه العواطف الروحية العميقة بالتدريج وإشعاره بالصلة بينه وبين العالم وخالقه كما يشعر بالصلة بينه وبين الأسرة والمدرسة وكما نحاول أن نشعره بالصلة بينه وبين المجتمع.

قد يبدو أن الوصول إلى هذه الغاية عسير ولاسيما بالنسبة لصغار التلاميذ ولكن الحقيقة أن الوصول إليها على صعوبته ممكن كإمكان الوصول إلى تنمية الملاحظة والاستنتاج والتفكير إذا استعملت الوسائل والطرق التربوية الناجعة.

إن تنمية هذه الموهبة الروحية كما سميناها لا تختص بدرس دون درس شأنها في ذلك شأن الأخلاق ممكن أن يستفيد الأستاذ من شتى المناسبات في الدروس المختلفة خارج الدرس لخلق هذا الجو ولكن الدرس الذي يمكن أن يكون لمس هذه الناحية هو درس الدين وهو الآن درس مهمل إهمالا كبيرا وهناك أسباب كثيرا لإهماله أبرزها أن كثيرين من المعلمين يجهلون قيمته التربوية والجانب الذي يشغله ويقومه ويغذيه من الحياة الإنسانية وتلتبس في أنفسهم حقيقته ووظيفته التربوية الأساسية بطرائقه القديمة البالية التي لا تزال شائعة وهذا هو السبب في أن بعض المعلمين السطحيين والذين ليس لديهم ثقافة كافية أو الذين تولد لديهم رد فعل ضد هذه الطرائق القديمة العقيمة ظنوا أن لا فائدة من هذا الدرس بل حمل السخف بعضهم على أن يروا حذفه من المدرسة مطلقا. وقد أذاعت وزارة المعارف تعميما في هذه السنة على المدارس الابتدائية بضرورة العناية بهذا الدرس الذي يعد من الدروس الأساسية.

ولكن الحقيقة أن هذا الدرس لا بد له حتى يؤتي ثمرته من فهم وظيفته التربوية فهما عميقا ومن تحديد طرقه وتطبيق كثير من الأساليب الحديثة المطبقة في المواد الأخرى في هذه المادة أيضا.

إن لدرس الدين مشكلات تربوية خاصة لابد من حلها كما أن لكل مادة مشكلاتها الخاصة وإذا كانت هذه الناحية مهملة في دور المعلمين فلا تبحث بحثا كافيا في مادة التربية الخاصة فمن الضروري أن تعمد الوزارة إلى محاضرات دورية في مراكز المحافظات

<<  <  ج: ص:  >  >>