[أقلب منك طرفي في سماء ... وإن طلعت كواكبها خصالا]
يقول أنت في الرفعة سماء وإن كانت كواكب تلك السماء خصالا جعله كالسماء وخصاله في الشهرة نجومها كما قال البحتري، وبلوت منك خلائقا محمودة لو كن في فلك لكن نجوما،
[وأعجب منك كيف قدرت تنشا ... وقد أعطيت في المهد الكمالا]
يقول ولدت كاملا فكيف أزددت بعد الكمال وقال فيه ارتجالا وهو على الشراب وقد صفت الفاكهة والنرجس
[إنما بدر بن عمار سحاب ... هطل فيه ثواب وعقاب]
هذه القطعة مضطربة الوزن وهي من الرمل وذلك لأنه جعل العروض فاعلاتن وهو الأصل في الدائرة ولكن لم يستعمل العروض ههنا إلا محذوفة السبب على وزن فاعلن كقول عبيد، مثل سحق البرد عفى بعدك القطر مغناه وتأديب الشمال، غير أن هذا البيت الأول صحيح الوزن لأنه مصرح فتبعت عروضه ضربة والمعنى أن السحاب فيه صواعق ورعد وبرق وماء كذلك هذا الممدوح فيه ثواب لأوليائه عقاب لاعدائه
[إنما بدر رزايا وعطايا ... ومنايا وطعان وضراب]
جعله هذه الأشياء لكثرة وجودها منه كما تقول العرب الشعر زهير والسخاء حاتم وكما قالت الخنساء، ترتع ما رتعت حتى إذا أذكرت، فإنما هي إقبال وإدبار، تذكر وحشية تطلب ولدها مقبلة ومدبرة فجلتها إقبالا وإدبار لكثرتهما منها
[ما يجيل الطرف إلا حمدته ... جهدها الأيدي وذمته الرقاب]
يقول لا يجيل طرفه إلا على إحسان واساءة فله في كل طرفة ونظرة إحسان تحمد الأيدي جهدها لأنه يملأها بالعطاء واساءة تذمها الرقاب لأنه يوسعها قطعا
[ما به قتل أعادية ولكن ... يتقي أخلاف ما ترجو الذئاب]
يقول ليس له مراد في قتل الأعداء لأنه قد أمنهم بقصورهم عنه لكنه يحذر أن يخالف رجاء الذئاب وما عودها من اطعامه أياها لحوم القتلى أي فلذلك يقتلهم
[فله هيبة من لا يترجى ... وله جود مرجى لا يهاب]
يعني أنه يهاب هيبة من لا يرجى العفو عنه ويجود جود من يرجى ولا يهاب يقول أنه مهيب شديد الهيبة وجواد في غاية الجود
طاعن الفرسان في الأحداق شزراً ... وعجاجُ الحرب للشمس نقابُ
يقول هو يطعن في الأحداق إذا أظلم المكان وصار الغبار للشمس كالنقاب يصف حذقه بالطعن وهذا كقوله، يضع السنان بحيث شاء مجاولا،
باعث النفس على الهول الذي ... ما لنفس وقعت فيه إيابُ
يحمل نفسه على ركوب الأمر العظيم الذي لا يتخلص من وقع فيه
[بأبي ريحك لا نرجسنا ذا ... وأحاديثك لا هذا الشراب]
يريد أن ريحه أطيب من ريح النرجس وحديثه ألذ من الشراب وهذا ليس مما يمدح به الرجال وهذا البيت من الأبيات التي قبله بعيد البون كبعد ما بين الثريا والثرى
[ليس بالمنكر إن برزت سبقا ... غير مدفوع عن السبق العراب]
وقال يذكر منازلة الأسد
[في الخد أن عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا]
يقول في الخد لأن عزم ولأجل أ، عزم الخليط وهو الحبيب الذي يخالطك مطر يعني الدمع تزيد الخدود به محولا والخدود شحوبها وتخدد لحمها وذهاب نضارتها والمطر من شأنه أن تخصب به البلاد ويخضر العشب والجمع مطر بخلاف هذا صنيعا
[يا نظرة نفت الرقاد وغادرت ... في حد قلبي ما حييت فلولا]
يعني نظرة إلى الحبيب عند افراق يقول نفت تلك النظرة رقادي وأذهبت حدة قلبي يعني اثرت في عقلي
[كانت من الكحلاء سؤلي إنما ... أجلى تمثل في فؤادي سولا]
يقول كانت هذه النظرة مرادي ومطلوبي من هذه المرأة وكانت في الحقيقة أجلي تصور مرادا في قلبي يعني أن نظرة إليها في حال التوديع أذهب روحه
[أجد الجفاء على سواك مروة ... والصبر إلا في نواك جميلا]
أراد بالجفاء النبو والامتناع ولذلك وصله بعلي يقول الامتناع من النساء مروة عندي إلا منك والصبر جميل إلا في بعدك كما قال البحتري، ما أحسن الصبر إلا عند فرقة من، ببينه صرت بين البث والحزن،
[وارى تدللك الكثير محببا ... وأرى قليل تدلل مملولا]
يقول أمل دلال غيرك وإن قل واحب دلالك وإن كثر كما قال جرير، إن كان شأنكم الدلال فإنه، حسن دلالك يا أميم جميل،
تشكو روادفك المطية فوقها ... شكوى التي وجدت هواك دخيلا