الكاشح العدو الذي يضمر العداوة في كشحه وهذا على ما قال لأن شهادة العدو في الشرع لا تقبل يقول لا تسمع عليّ قول اعداءي ولا تبال بلجاج اليهود في إساءة القول في ويروي بمحل اليهود وهو السعاية قال ابن جنى جعل خصومه يهودا ولم يكونوا في الحقيقة يهودا قال ابن فورجة هذا نفى ما اثبته قائل الشعر ولا يقبل إلا بحجةٍ من نفس الشاعر
وكن فارقا بين دعوى أردت ... ودعوى فعلت بشأوٍ بعيد
يقول افرق بين دعوى من يدعي عليّ فيقول أردت أن تفعل كذا وبين دعوى من يقول فعلت كذا أي لم يدعوا عليّ الفعل وإنما ادعوا أني أردت أن أفعل وبينهما بون بعيد
[وفي جود كفيك ما جدت لي ... بنفسي ولو كنت أشقى ثمود]
وما جدت بمعنى المصدر وفي جود كفيك جود لي بنفسي وأراد بأشقى ثمود عافر الناقة وقال لمعاذ وهو يعذله على تقدمه في الحرب
أبا عبد الإله معاذ إني ... خفيٌّ عنك في الهيجا مقامي
يقول يخفى عليك مقامي في الحرب لأني مختلط بالأبطال ملتبس بالأقران بحيث لا تراني أ، ت
[ذكرت جسيم ما طلبي وأنا ... نخاطر فيها بالمهج الجسام]
يقول عاتبتني على طلب الأمور العظيمة ومخاطرتنا فيها بالأرواح وما صلةٌ
[أمثلي تأخذ النكبات منه ... ويجزع من ملاقاة الحمام]
النكبات الشدائد تنكب الإنسان يقول مثلي لا تصيبه النكبات إما لأنه حازم يدفعها بحزمه عن نفسه وإما لأنه صابر عليه فليست تؤثر فيه
ولو برز الزمان إلى شخصا ... لخضب شعر مفرقهِ حسامي
يقول الزمان الذي هو محل النكبات والنوائب لو كان شخصا ثم برز إليّ في الحرب لخضب شعر مفرقه سيفي
[وما بلغت مشيتها الليالي ... ولا سارت وفي يدها زماني]
يقول لم يبلغ الزمان مراده مني ومن تغيير حالي وتوهين أمري وما انقدت له انقياد من يعطى زمامه فيقاد به هذا من قول البحتري، لعمر أبي الأيام ما جار صرفها، عليّ ولا أعطيتها ثني مقودي،
إذا امتلأت عيون الخيل مني ... فويلٌ في التيقظ والمنام
أراد أصحاب الخيل وأراد فويل لهم في الحالتين جميعا لأنهم يخافونني اشد الخوف حتى تذهب لذة منامهم وأمنة يقظتهم وقال لرجل بلغه عن قوم كلاما
[أنا عين المسود الجحجاح ... هيجتني كلابكم بالنباح]
يقول أنا نفس السيد الذي سوده قومه أثارتني وأغضبتني سفهاؤكم بسفهها ولما سماهم كلابا سمى كلامهم نباحا ويروي هجنتني أي نسبتني إلى الهجنة ويدل على صحة هذا قوله
[أيكون الهجان غير هجان ... أما يكون الصراح غير صراح]
ذكر حاكمنا أبو سعيد بن دوست في تفسير هذا البيت أن الهجان جمع هجين ولم يقل ذلك أحد من أهل اللغة وإنما جمعوا الهجين هجنا وهجناء والهجان إنما يذكر في خلوص البياض والنسب وهو من صفات المدح حيثما استعمل يقال رجل هجان وامرأة هجان وهي الكريمة التي لم تعرق فيها الإماء وارض هجان إذا كانت تربتها بيضاء وناقة هجان خالصة اللون وخيار كل شيء هجانه وأنشد أبو الهيثم، وإذا قيل ن هجان قريش، كنت أنت الفتي وأنت الهجان، ثم أخطأ أيضا في معنى البيت فقال أي لا يكون الهجين إلا هجينا ولا يكون الصريح إلا صريحا وإن انتسب إلى غير نسبه وليس في البيت ذكر الانتساب ولم ينتسب الصريح إلى غير نسبه وإنما يفعل ذلك الهجين وكثيرا ما يخطىء في هذا الجيوان وليس يمكن عد هفواته لكثرتها وقلة الفائدة في ذكرها وإنما ذكرنا هذا تعجبا ودلالة على أمثاله ومعنى البيت أن الكريم الخالص النسب لا يصير غير كريم وغير خالص النسب عنى بذلك أن هجو الهاجي لا يؤثر فيه لأنه ذكر في البيت الأول شكايته من السفهاء واللئام وذكر في هذا البيت أن سفههم وبهتهم لا يقدح فيه ولا يغير نسبه
[جهلوني وإن عمرت قليلا ... نسبتني لهم رؤوس الرماح]
قوله نسبتني لهم رؤوس الرماح تهديد لهم بالقتل والظاهر من الكلام إن الرماح تعرفهم نسبي ولكنه ايعاد بالقتل ويحتمل أنه أراد إذا طاعنتهم فرأوا غنائي وحسن بلاءي استدلوا بذلك على كرم نسبي وقال ارتجالا وقد سأله أبو طبيس الشرب
[ألذ من المدام الخندريس ... وأحلى من معاطاة الكؤوس]
معاطاة الصفائح والعوالي ... وإقحامي خميسا في خميس