لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدمُ
لا يسلم للشريف شرفه من أدى الحساد والمعادين حتى يقتل حساده واعداءه فإذا أراق دماءهم سلم شرفه لأنه يصير مهيبا فلا يتعرض له
[يؤذى القليل من اللئام بطبعه ... من لا يقل كما يقل ويلؤم]
يقول اللئيم مطبوع على اذى الكريم لعدم المشاكلة بينهما وليس يريد بالقليل القليل وبالعدد إنما يريد الخسيس الحقير
والظلم في خلق النفوس فإن تجد ... ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلم
يحمى ابن كيغلغ الطريق وعرسهُ ... ما بين رجليها الطريق الأعظم
إنما قال هذا لأنه كان قد أخذ الطريق على المتنبي وسأله إن يمدحه فلم يفعل وهرب منه ومعنى البيت من قول الفرزدق، وأبحت أمك يا جرير كأنها، للناس باركةً طريق يعمل، وقد أبدع عليّ بن عباس الرومي في مثل هذا حيث يقول في امرأة أبي يوسف بن المعلم، وتبيت بين مقابلٍ ومدابرٍ، مثل الطريق لمقبلٍ ولمدبرِ، كما جرى المنشار يعتورانهِ، متنازعيه في فليج صنوبرِ، وتقول للضيف المعلم سراجةً، إن شئت في استي فأتني يعتورانه، متنازعيه في فليج صنوبر، وتقول للضيف الملم سراجةً، إن شئت في استي فأتني أو في حري، أنا كعبة النيك التي خلقت له، فتلق مني حيث شئت وكبر، يا زوجةَ الأعمى المباح حريمهُ، يا عرس ذي القرنين لا الإسكندر، باتت إذا أفردت عدة نيكها، قالت عدمت الفرد عين الأعور، فإذا أضفت إلى الفريد قرينه، قالت عدمت مصليا لم يوترِ، ما زال ديدنها وذلك ديدني، حتى بدا علم الصباح الأزهر، أرمى مشيمتها برأس ململمٍ، ريانَ من ماء الشبيبة أعجر، عبلٍ إذا قللاق النساء بحده، نلن الأمان من الولاد الأعسر،
أقم المسالح فوق شفرِ سكينةٍ ... إن المنى بحلقتيها خضرمُ
المسالح المواضع يعلق عليها السلاح والشفر حرف الفرج ويريد بحلقتيها الفرج والرحم والخضرم البحر الكثير الماء.
وأرفق بنفسك إن خلقك ناقصٌ ... واستر أباك فإن أصلك مظلمُ
معنى وأرفق بنفسك أي لا تتحكك بالشعراء كي لا يذكروا خلقك وأصلك ثم صرح بهذا فقال
وغناك مسألة وطيشك نفخةٌ ... ورضاك فيشلةٌ وربك درهمُ
أي أنت مكدٍ فيكون غناك في المسألة عن الناس وليس وراء طيشك حقيقةٌ وإنما ذلك نفخة نفخت فيك
واحذر مناوأة الرجال فإنما ... تقوى على كمر العبيد وتقدمُ
[ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن غيه وخطاب من لا يفهم]
يمشى بأربعةٍ على أعقابهِ ... تحت العلوج ومن وراء يلجمُ
يريد أنه يمشي القهقري حبا للاستدخال وكان يجب أن يقول باربع لأنه يريد اليدين والرجلين لكنه ذهب إلى الأعضاء فذكر
وجفونه ما تستقر كأنها ... مطروفةٌ أو فت فيها حصرمُ
يريد أنه أبدا يحرك جفونه يستدعي العلوج فيشير لهم بجفونه يحركها حتى كأنها أصيبت بقذى
وإذا أشار محدثا فكأنه ... قردٌ يقهقه أو عجوز تلطم
يريد قبح وجهه وكثرة تشنجه وجعل حديثه كضحك القرد حيث لم يفهم لعيه ولهذا جعله مشيرا لأنه لا يقدر على الكلام فيشير وجعل اشارته كلطم العجوز
يقلي مفارقةً الأكف قذاله ... حتى يكاد على يدٍ يتعممُ
يريد أنه صفعان تعود أن يصفع فيكاد يتعمم على يده لتصفع يده أيضا
وتراه أصغر ما تراه ناطقاً ... ويكون أكذب ما يكون ويقسم
أحقر ما تراه إذا نطق لعيه لا يكاد يبين وأكذب ما يكون إذا حلق كما قال الآخر، فلا تخلق فإنك غير برٍّ، وأكذب ما تكون إذا حلفتا، أراد وأكذب ما يكون مقسما فوضع المضارع موضع الحال وزاد واوا.
والذل يظهر في الذليل مودةً ... وأود منه لمن يود الأرقم
يعني أن الذليل يظهر من اذله المودة إذ ليس يقدر على مكافة ولاامتناع عنده فيتودد إليه على أن الحية أقرب إلى المصافاة من الذليل إذا أظهر الود ومعنى لمن يود أي لمن يظهر وده وهذا من قول سديف، ذلها أظهر المودة منها، وبها منكم كحز المواسي،
ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ
يعني أن عداوة الساقط تدل على مباينة طبعه فتنفع وصداقته تدل على مناسبته فتضر وهذا من صالح بن عبد القدوس، عدوك ذو العقل خير من الصديق لك الوامق الأحمق،
أرسلت تسألني المديح سفاهةً ... صفراء أضيق منك ماذا أزعم