يعني إن الحرب الذ عنده من الشرب ومعنى معاطاة الصفائح مد اليد بالسيوف إلى الأقران بالضرب كمد المتناول يده إلى من ناوله الشيء والاقحام الادخال
[فموتي في الوغى عيشي لأني ... رأيت العيش في أرب النفوس]
أي إذا قتلت في الحرب فكأني قد عشت لأن حقيقة العيش ما يكون فيما تشتهي النفس وحاجتي أن أقتل في الحرب وإذا أدركت حاجتي فكأني قد عشت
ولو سقيتها بيدي نديمٍ ... أسر به لكان أبا ضبيس
يعين لو أردت شربها لشربتها من يدي أبي ضبيس فإني أسر بمنادمته وقال له بعض الكلابيين أشرب هذه الكأس سرورا بك فأجابه
[إذا ما شربت الخمر صرفا مهنأ ... شربنا الذي ن مثله شرب الكرم]
الصرف الخمر الخالصة غير ممزوجة بشيء وقوله الذي من مثله شرب الكرم يعني الماء يريد أن شرابه الماء لا الخمر
[ألا حبذا قوم نداماهم القنا ... يسقونها ريا وساقيهم العزم]
يعني الأبطال الذي يقاتلون بالرماح ويلازمونها ملازمة النديم للنديم أي كأنها ندماءهم لأنهم لا يخلون من صحبتها ويسقونها ما يرويها من الدماء فهم سقاة رماحهم وعزمهم على الحرب يسقيهم دماء الاعداء وقال ارتجالا في صباه
[لأحبتي أن يملؤا ... بالصافيات الأكوبا]
وعليهم أن يبذلوا ... وعليَّ أن لا أشربا
[حتى تكون الباترات ... المسمعات فأطربا]
يعني أنه يطرب على استماع صليل السيوف وقا لابن عبد الوهاب وقد جلس ابنه إلى جانب المصباح
[أما ترى ما أراه أيها الملك ... كأننا في سماء ما لها حبك]
جعل مجلسه في علو قدره كالسماء في ارتفاعها غير أنه ليست له طرائق كما للسماء والحبك جمع الحبيكة وهي الطريقة ثم ذكر شبه مجلسه بالسماء فقال
[ألفرقد ابنك والمصباح صاحبه ... وأنت بدر الدجى والمجلس الفلك]
جعل ابنه وهو قريب من المصباح كالفرقد وأراد بالصاحب الفرقد الآخر وهما كوكبان معروفان وقال وقد نام أبو بكر الطائي وأبو الطيب ينشد فانتبه
[إن القوافي لم تنمك وإنما ... محقتك حتى صرت ما لايوجد]
يقول إن الشعر لم يكن سبب نومك ولكن كان سبب نقصانك حيث حسدتني عليه فنقصك حتى صرت كالمعدوم الذي لا يذكر ولا يكون له وجود
فكأن أذنك فوك حين سمعتها ... وكأنها مما سكرت المرقدُ
أي لم تدركها ولم تتبينها فإن الفم لا يسمع أي لم يفدك السماع فهما كأنك لم تسمع والمرقد دواء من شربه غلبه النوم يقول كأنها كانت دواء النوم حيث صرت كالسكران من النوم وقوله مما سكرت أي من سكرك يعني سكر النوم وقال ابن جنى أي نمت على الإنشاد فكأن ما سمعت منها بأذنك مرقد بفيك وهذا هو القول وقال أيضا في صباه
[كتمت حبك حتى منك تكرمة ... ثم استوى فيك إسراري وإعلاني]
يقول تكرمت بكتمان حبك حتى كتمته منك أيضا ويجوز أن يكون المعنى إكراماً للحب وإعظاما له حتى لا يطلع عليه ثم تغيرت الحال حتى صارت الاعلان والاسرار سواء يعني لم ينفع الإسرار وصار كالإعلان حيث ظهر الحرب بالشواهد الدالة عليه وبطل الكتمان
[كأنه زاد حتى فاض عن جسدي ... فصار سقمي به في جسم كتماني]
لم يعرف الشيخان معنى هذا البيت قال أبو الفتح كأنه أي كان الكتمان ثم قال وما علمت أن أحدا ذكر استتار سقمه وأن الكتمان أخفاه غير هذا الرجل وقال أبو عليّ كأنه زاد يريد الكتمان وقوله فصار سقمي به في جسم كتماني يريد فصار سقمي منكتما كأنه في وعاء من الكتمان وكأنه يقول كان كتماني في جسمي فصار جسمي في كتماني وهذا مثل قول أبي الفتح سواء وإنما حكيت كلامهما لتعرف أنهما لم يقفا على معنى البيت وأخطاءا حيث جعلا الخبر عن الكتمان وإنما هو عن الحب يقول كأن الحرب زاد حتى لم أقدر على امساكه وكتمانه ثم فاض عن جسدي كما يفيض الماء إذا على ملإِ الإناء وصار سقمي بالحب في جسم الكتمان أي سقم كتماني وضعف وإذا سقم الكتمان صح الإفشاء والإعلان والأستاذ أبو بكر فسر هذا التقسير وهو على ما قال وقال وقد مد إليه إنسان بكأس وحلف بالطلاق ليشربنها
وأخٍ لنا بعث الطلاق أليةً ... لأعللن بهذه الخرطوم
الأليتة القسم وجمعها الألايا والتعليل السقي مرةً والخرطوم من اسماء الخمر سميت بذل لأنها إذا بزل الدن تنصب في صورة الخرطوم