أي أقرب منه بالموالاة والمحبة
وإن فارقتني أمطارهُ ... فأكثر غدرانها ما نضب
أي أن انقطع عني بره فإن الذي عندي من النعم من عطاياه كالغدران إذا امتلأت بماء المطر بقي ماؤها بعد انقطاع الأمطار
أي سيف ربك لا خلقهِ ... ويا ذا المكارمِ لا ذا الشطب
يقول أنت سيف الدولة لا سيف الناس وأنت صاحب المكارم لا سيف فيه طرائق من سيوف الحديد يعني لست سيفا كسائر السيوف
وأبعد ذي همةٍ همةً ... وأعرف ذي رتبةٍ بالرتب
أراد أبعد ذوي الهمم فأوقع الواحد موقع الجماعة كما تقول هذا أول فارس مقبل والمعنى أنه أبعد الناس همةً واعرفهم بمراتب الرجال لأنه أعلم بهم فهو يعطي كل واحد ما يستحق من الرتبة
وأطعن من مس خطيةً ... وأضرب من بحسامٍ ضرب
بذا اللفظ ناداك أهل الثغورِ ... فلبيت والهام تحت القضبْ
بهذا الفظ دعوك فقالوا يا أطعن من طعن بقناة خطية ويا أضرب الضاربين بالسيوف فأجبتهم ورؤسهم تحت سيوف الروم أي قد غلبوهم
وقد يئسوا من لذيذ الحيوةِ ... فعين تغور وقلبٌ يجب
غارت العين إذا انخسفت للحزن والهزال والوجيب خفقان القلب
وغر الدمستق قول العدا ... ة إن عليا ثقيلٌ وصب
أي إنما أتاهم الدمستق لن الأعداء أرجفوا بأنك عليل ويقال وصب وصبا فهو وصبٌ إذا نحل جسمه
وقد علمت خيله أنه ... إذا هم وهو عليلٌ ركب
أتاهم بأوسع من أرضهم ... طوال السبيب قصار العسبْ
اتاهم الدمستق بخيلٍ موضعها من الأرض أوسع من أرضهم والسبيب شعر الناصية وشعر الذنب والعسيب عظم الذنب والمستحب في الخيل إن يطول شعر الذنب ويقصر عظمه
[تغيب الشواهق في جيشه ... وتبدو صغارا إذا لم تغب]
أي لكثرته يعم الجبال وتغيب في جيشه وإن ظهر منها شيء ظهر اليسير منها
ولا تعبر الريح في جوجهِ ... إذا لم تخط القنا أو تثبِ
يعني كثرة رماح جيشه وتضايق ما بينهما وإن الهواء غص بها فلا تجد الريح منفذا إلا أن تتخطى وتثب
[فغرق مدنهم بالجيوش ... وأخفت أصواتهم باللجب]
أي أتاهم من الجيوش بما عم بلادهم فكأنها غرقت فيه وأخفت أصواتهم بصوت جيوشه
فأخبث به طالباً قتلهم ... وأخبث به تاركا ما طلب
يريد أنه خبيث طالبا وهاربا ويروي فأحبب به طالبا وأخيب به تاركا وهذا أحسن
[نأيت فقاتلهم باللقاء ... وجئت فقاتلهم بالهرب]
يريد أنه لما كنت بعيدا عن أهل الثغور أتاهم للقتال فلما جئت جعل الهرب موضع القتال فكان قتاله الهرب
[وكانوا له الفخر لما أتى ... وكنت له العذر لما ذهب]
أي كان يفخر بأن قصدهم ثم عذر بأن ذهب هاربا منك لأنه لا يقوم لك
[سبقت إليهم مناياهم ... ومنفعة الغوث قبل العطب]
أي أدركتهم قبل أن يقتلهم فأغثتهم قبل أن يعطبوا وإنما ينفع الغوث إذا كان قبل الهلاك وبعده لا منفعة للغوث كما قال الطائي، وما نفع من قد مات بالأمس طاويا، إذا ما سماء الناس طال انهمارها، وقال البحتري، وأعلم بأن الغيث ليس بنافعٍ، للناس ما لم يأت في إبانه،
[فخروا لخالقهم سجدا ... ولو لم تغث سجدوا للصلب]
أي سجدوا لله شكرا حين أتيتهم ولو لم تأتهم لسجدوا للصلب خوفا منه
وكم ذدت عنهم ردىً بالردى ... وكشفت من كربٍ بالكرب
كم قد منعت عنهم الهلاك بإهلاكك من بغي هلاكهم وكم كشفت الكرب عنهم بالكرب التي انزلتها بأعدائهم
وقد زعموا أنه إن يعد ... يعد معه الملكُ المعتصبْ
زعم الروم أن الدمستق يعود ومعه الملك الأعظم والمعتصب المتتوج الذي يعتصب التاج برأسه ومعنى يعد معه الملك يجيء معه لأنه لم يكن قبل ذلك قصدهم والعود قد يراد به الابتداء
[ويستنصران الذي يعبدان ... وعندهما أنه قد صلب]
يعني أن الدمستق والملك يستنصران المسيح ويسألانه النصرة على المسلمين ثم قال وعندهما أنه قد صلب لان النصارى يقولون أن اليهود صلبت المسيح وقتلته
ويدفع ما ناله عنهما ... فيا للرجال لهذا العجب