للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ... فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا]

يقول إذا لم يتخلص الجود من المن به لم يبق المال ولم يحصل الحمد لان المال يذهبه الجود والأذى يبطل الحمد فالمانّ بما يعطى غير محمود ولا مأجور وشبه لا بليس فنصب الخبر

[وللنفس أخلاق تدل على الفتى ... أكان سخاء ما أتى أم تساخيا]

يقول أخلاق الإنسان تدل عليه فيعرف إن جوده طبعٌ أم تكلفٌ

[أقل اشتياقا أيها القلب ربما ... رايتك تصفي الود من ليس جازيا]

يقول للقلب لا تشتق إليه فإنك تحب من ليس يجازيك بالحب كما قال البحتري، لقد حبوت صفاء الود صائنه، عن وأقرضته من لا يجازيني،

[خلقت ألوفا لو رحلت إلى الصبي ... لفارقت شيبي موجع القلب باكيا]

هذا البيت رأس في صحة الألف وذلك أن كل أحد يتمنى مفارقة الشيب وهو يقول لو فارقت شيبي إلى الصبي لبكيت عليه لألفي إياه إذ خلقت ألوفا

[ولكن بالفسطاط بحرا أزرته ... حيوتي ونصحي والهوى والقوافيا]

ذكر في البيت الأول أنه ألوف لما يصحبه من حالٍ وإن كانت مكروهةً ثم استثنى فقال لكني على هذه الحالة من الألفة قصدت مصر وحملت هواي والنصح والشعر على زيارة جوادٍ هناك كالبحر

[وجردا مددنا بين آذانها القنا ... فبتن حفافا يتبعن العواليا]

أي وخيلا جرادا مددنا الرماح بين آذانها فباتت تتبع عوالي الرماح في سيرها ما قالت الخنساء، ولما أن رأيت الخيل قبلا، تباري بالخدود شبا العوالي،

تماشى بأيدٍ كلما وافتِ الصفا ... نقشن به صدر البزاة حوافيا

يقول هذه الجراد تمشي بأيدٍ إذا وطئت الحجارة أثرت فيها تأثير نقش صدور البزاة وجعلها حوافي مبالغةً في وصف حوافرها بالشدة والصلابة يعني أنها بلا نعال تؤثر في الصخور بحوافرها

وينظرن من سودٍ صوادق في الدجى ... يرين بعيدات الشخوص كما هيا

يعني بالسود أعينها وصوادق تريها الشيء حقيقةً فهي ترى الأشخاص البعيدة عنها كما هي لصدق نظرها في ظلمة الليل والخيل توصف بحدة البصر ولذلك قالوا أبصر من فرسٍ دهماء في غلس

[وتنصب للجرس الخفي سوامعا ... يخلن مناجاة الضمير تناديا]

ويصدق حس سمعها حتى تسمع الصوت الخفي فتنصب آذانها كعادتها إذا حست بشيء وحتى إن ما يناجي الإنسان به ضميره يكون عندها كالمناداة لحدة حس آذانها

تجاذب فرسان الصباح أعنةً ... كأن على الأعناقِ منها أفاعيا

فرسان الصباح الغارة وذلك أن الغارة تقع وقت الصبح أغفل ما يكون الناس فصار الصباح اسما للغارة يقول هذه الخيل تجاذب فرسانها أعنتها لما فيها من القوة والنشاط ثم شبه أعنتها في طولها وامتدادها بالحيات وهو منقول من قول ذي الرمة، رجيعةُ أسفارٍ كأن رماحها، شجاعٌ لدي يسري الذراعين مطرقُ،

بعزمٍ يسير الجسم في السرج راكبا ... به ويسير القلب في الجسم ماشيا

يقول سرنا بعزم قويّ كان الجسم وهو مقيم في السرج يسبق السرج كان القلب وهو مقيمٌ في الجسم يسبق الجسم لقوة العزم على السير

قواصد كافورٍ توارك غيره ... ومن قصد البحر استقل السواقيا

قواصد حال من الجرد أي هن يقصدنه ويتركن غيره لأنه البحر وغيره كالساقية وهي النهر الصغير وهذا من قول البحتري، ولم أر في رنق الصرى لي موردا، فحاولت ورد النيل عند احتفاله،

فجاءت بنا إنسان عين زمانهِ ... وخلت بياضا خلفها ومآقيا

جعله إنسان عين الزمان كنايةً عن سواد لونه وأنه هو المعنى والمقصود من الدهر وابنائه وإن من سواه فضول لا حاجة بهم فإن البصر في سواد العين وما حوله جفون ومآق لا معنى فيها

[نجوز عليها المحسنين إلى الذي ... نرى عندهم إحسانه والأياديا]

نتخطى على هذه الخيل المحسنين يعني سيف الدولة وعشيرته إلى الذي يحسن إليهم وينعم عليهم يعني الأسود وأنه فوقهم

[فتى ما سرينا في ظهور جدودنا ... إلى عصره إلا نرجى التلاقيا]

قوله إلا نرجى حال صرفت إلى الاستقبال والمعنى إلا مرجين التلاقي يريد أنه كان يرجو لقاءه مذ قديمٍ حين كان ينتقل في اصلاب أبائه

ترفع عن عون المكارمِ قدرهُ ... فما يفعل الفعلات إلا عذاريا

<<  <   >  >>