نضحت الشيء بالماء إذا رششته عليه يقول بردت بذكركم وشعري الذي قلته فيكم حرارة قلب هذه الناقة يعني غلة عطشها فاسرعت واستقربت البعيد لنشاطها على ذكركم
إلى ليث حربٍ يلحم الليث سيفه ... وبحر ندى في موجه يغرق البحر
أي يمكن السيف من لحم الليث من قولهم الحمت الرجل إذا قتلته فهو ملحم ولحيم والمعنى يجعل الليث طعمة السيف وهذا وصف نجدته وأما وصف جوده فإنه بحر جود يغرق في موجه بحر الماء لأنه أعظم منه
وإن كان يبقى جوده من تليده ... شبيهاً بما يبقى من العاشق الهجر
يقول سارت ناقتي إليه وقصدته وإن لم أكن واثقا بإبقاء نواله شيئا من ماله والمعنى أن جوده يبقى من ماله المقدار اليسير لكثرة عطائه
فتى كل يومٍ يحتوي نفس ماله ... رماح المعالي لا الردينية السمر
يقال احتوى الشيء واحتوى عليه إذا أخذه وحازه والردينية الرماح المنسوبة إلى ردينة وهي امرأة كانت تعمل الرماح يقول المعالي تأخذ ماله كل يوم يعني أنه يفرقها فيما يورثه المجد والعلو فماله عرضة لرماح المعالي تستولي عليه لا الرماح الحقيقية لأنه لا يتوصل إلى ماله بالحرب والغصب واستعار للمعالي رماحا من حيث كانت تأخذ ماله لما ذكر الرماح الردينية السمر في آخر البيت
[تباعد ما بين السحاب وبينه ... فنائلها قطر ونائله غمر]
[ولو تنزل الدنيا على حكم كفه ... لأصبحت الدنيا وأكثرها نزر]
أي لو أطاعت الدنيا كفه لفرقها كلها وكانت قليلا عند هباته لأن هباته تقتضي أكثر منها كما قال، يا من إذا وهب الدنيا فقد بخلا،
أراه صغيراً قدرها عظم قدره ... فما لعظيمٍ قدره عنده قدر
يقول أرى الممدوح قدر الدنيا صغيرا عظم قدره وليس لشيء عظيم الخطر عنده خطر مقدارٌ لزيادة قدره على كل شيء
[متى ما يشر نحو السماء بوجهه ... تخر له الشعري وينكسف البدر]
يعني الشعري العبور لاضاءتها يريد أن وجهه أتم نورا من الشعري والبدر فإذا اشار بوجهه إلى السماء سقطت الشعري حياء منه وانكسف البدر لغلبة ضوء وجهه البدر
[ترى القمر الأرضي والملك الذي ... له الملك بعد الله والمجد والذكر]
ترى يجوز أن يكون بدلا من جواب الشرط فيكون جزما ويكتب بغير ياء ويجوز أن يكون استئنافا للمخاطبة يقول ترى أنت أيها الراءي برؤيته القمر الأرضي
كثير سهاد العين من غير علةٍ ... يؤرقه فيما يشرفه الفكر
يقول يسهر من غير علةٍ توجب السهر ولكنه يتفكر فيما يزيده شرفا فسهاده لأجل ذلك
[له منن تفنى الثناء كأنما ... به أقسمت أن لا يؤدي لها شكر]
يقول مننه على الناس باحسانه وانعامه تستغرق الثناء وتزيد عليه حتى كأنها اقسمت بحق الممدوح أن لا يبلغ أحدٌ تمام شكرها والقسم به عظيم لا يجري فيه حنث فكانت مننه على ما أقسمت به زائدةً على ثناء المثنين وشكر الشاكرين
أبا أحمد ما الفخر إلا لأهله ... وما لأمرء لم يمس من بحترٍ فخر
يقول الفخر لمن يستحق الفخر ويكون من أهله وليس لغير أهل قبيلتك فخر
هم الناس إلا أنهم من مكارمٍ ... يغنى بهم حضر ويجدو بهم سفر
يقول هم الناس في الحقيقة إلا أن الله تعالى خلقهم من طينة المكارم لكثرة ما ركب فيهم من الكرم والحاضرون الذين هم أهل الحضر يغنون بمدائحهم وبما صيغ فيهم من الأشعار والمسافرون حداءهم أيضا بهم وقوله يغنى بهم أي يذكرهم ويمدحهم والحضر جمع الحاضر والسفر القوم المسافرون ولا يقال في أحدهم سافر
[بمن أضرب الأمثال أم من أقيسه ... إليك وأهل الدهر دونك والدهر]
ضرب المثل إنما يكون لتشبيه عين بعين أو وصف بوصف وإذا كان هو أجل وأعلا من كل شيء لم يكن ضرب المثل له بشيء في مدحه وهذا معنى قوله أم من اقيسه إليك وإنما وصل القياس بإلى لأن فيه معنى الضم والجمع كأنه قال من اضمه إليك في الجمع بينكما والموازنة وأهل الدهر كلهم دونك وكذلك الدهر الذي يأتي بالخير والشر دونك لأنه يتصرف على مرادك ولأنك تحدث فيه النعمي والبؤسي وقال يمدح أخاه أبا عبدادة عبيد الله ابن يحيى البحتري
ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكمد ... حتى أكون بلا قلبٍ ولا كبدِ