للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المازق المضيق في الحرب والحرج الضيق وأغبر صفة مازق وهو الكثير الغبار وفرسانه ابتداء والخبر تحاماه أي تتحاماه والمضير يعود إلى الذي.

[أعلى قناة الحسين أوسطها ... فيه وأعلى الكمي رجلاه]

فيه في ذلك المازق يعني أنه يحمله برمحه فيناطر الرمح للينه حتى يصير أوسطه أعلاه ويكون الفارس الكمي منكسا كما قال امرء القيس، أرجلهم كالخشب الشائل،

[تنشد اثوابنا مدائحه ... بالسن ما لهن أفواه]

قال ابن جنى أي تتقعقع لجدتها وقال العروضي هذا كلام من لم ينظر في معاني الشعر ولم يرو الكثير منه وكنت أربا بابي الفتح عن مثل هذا القول ألم يسمع قول نصيب، فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله، ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب، ولم يكن للحقائب قعقعة إنما أراد أنهم يرونها ممتلئة كذلك أبو الطيب أراد أنا نلبس خلعه وأثوابه فيراها الناس علينا فيعلمون أنها من هداياه فكأنها فكأنها قد أثنت عليه وأنشدت مدائحه بألسنٍ لا تتحرك في أفواهٍ لأنها لا تنطق في الحقيقة إنما يستدل بها على جوده فكأنها أخبرت ونطقت

[إذا مررنا على الأصم بها ... أغنته عن مسمعيه عيناه]

هذا تأكيد للبيت الذي قبله وذلك أن الأصم وغيره سواء من نطق الثوب فإن الأصم يراه كما يرى غيره فإذا راى استغنى عن أن يسمع أنه أعطى كالسامع

[سبحان من خار للكواكب بال ... بعد ولو نلن كن جدواه]

خار الله له بكذا إذا اختار له ذلك يقول سبحان الله الذي اختار للكواكب البعد ولو نيلت ووجدت لوهبها فدخلت في عطاياه ونلن وزنه فعلن مثل بعن يستوي فيه فعلن وفعلن ويقال نلن بين الضم والكسر مثل قيل لئلا يلتبس فعلن بفعلن

[لو كان ضوء الشموس في يده ... لضاعه جوده وأفناه]

ضاعه فرقه يقال ضعته فانضاع أي فرقته فتفرق وجمع الشمس على تقدير أن لكل يوم شمسا

[يا راحلا كل من يودعه ... مودع دينه ودنياه]

يريد أنه لا دين إلا به لانه يحفظه على الناس ولا دنيا إلا معه لأنه ملك فمن ودعه فقد ودعهما

[إن كان فيما نراه من كرم ... فيك مزيد فزادك الله]

وقيل لأبي العشائر لا تعرف إلا بكنيتك وما كناك أبو الطيب

قالوا ألم تكنه فقلت لهم ... ذلك عيٌّ إذا وصفناه

الإستفهام إذا دخل على النفي رده إلى التقدير كقوله تعالى أليس في جهنم مثوىً للكافرين أي فيها مثوى لهم كقول جرير، ألستم خير من ركب المطايا، أي أنتم كذلك فعلى هذا قوله ألم تكنه معناه كنيته والقوم لم يريدوا هذا وإنما أرادوا نفي الكنية فكان من حقه أن يقول قالوا ولم تكنه ولا يأتي بحرف الاستفهام وابن فورجة يقول في هذا أنه استفهام صريح ليس فيه تقرير كأن واحدا من القوم سأل أبا الطيب فقال ألم تكنه أي هل كنيته هذا قوله والاستفهام الصريح لا يكون بالنفي لأنك إذا استفهمت أحدا هل فعل شيئا قلت هل فعلت كذا ولم تقل ألم تفعله وقوله ذلك عيّ أي أنه يعرف بصفاته لا بكنيته فإذا ذكرنا كنيته مع الاستغناء عنها بخصائص صفاته كان ذلك عيا

[لا يتوفى أبو العشائر من ... ليس معاني الورى كمعناه]

يقول لا يستوفي هذه الكنية وهذا اللفظ رجلا يزيد معناه على معاني جميع الورى كلهم لأن فيه من معاني الكرم والمدح ما ليس فيهم والعشائر الجماعات وهو بمعنى جميع الورى وزيادة عليهم وأقرأنا العروضي، لا يتوقى أبو العشائر من، ليس معاني الورى بمعناه، يقول لا يحذر أن يلتبس صفاته ومعاني مدحه بصفات غيره ومعانيه لأنه منفرد من الناس بخصائص لا يشاركه فيها فإذا لا يحتاج في مدحه إلى ذكر كنيته

[أفرس من تسبح الجياد به ... وليس إلا الحديد أمواه]

افرس من الفروسية ولما ذكر سبح الجياد جعل الحديد أمواها والمعنى أنها تسير في بحر من حديد لكثرة الأسلحة والسيوف وكل شيء كثير مجاوز الحد يشبه بالبحر وإن اضمرت خبر ليس ونصبت الحديد على أنه استثناء مقدم على تقدير وليس في الأرض أمواه إلا الحديد كان جائزا وإن لم تضمر ونصبت الحديد على أنه خبر ليس جعلت أسم ليس نكرةً وخبره معرفة وذلك جائز في الضرورة وأخرج إليه أبو العشائر جوشنا حسناً فقال ارتجالا

[به وبمثله شق الصفوف ... وزلت عن مباشرها الحتوف]

يريد أن لابسه يشق صفوف الأعداء يوم القتال آمنا على نفسه لحصانته ولا تعمل الحتوف فيمن لبسه

<<  <   >  >>