التعلة التعليل يقال فلان يعلل نفسه بكذا تعليلا وتعلة إذا كان يطيب به نفسه يقول الولد الذي تحبه إنما هو تعليل للنفس والحزن بسببه أكثر من السرور به وقوله وهل خلوة الحسناء إلا أذى البعل قال ابن جنى إذا خلت الحسناء مع بعلها أدت تلك الخلوة إلى تأذيه بها إما لشغل قلبه عما سواها أو غير ذلك من المضار التي تلحق مواصل الغواني وقال ابن فورجة معنى البيت نهى الرجل عن الخلوة بامرأته لئلا تلد يقول خلوتك بها أذى لك في الحقيقة لأنها تجلب لك ولدا تغتم من أجله وتتأذى بتربيته ولعل العاقبة إلى الثكل
[وقد ذقت حلواء النين على الصبا ... فلا تحسبني قلت ما قلت عن جهل]
يعني جربت حلاوة البنين وقت شبابي فوجدت الأمر على ما قلته ووصفته ولم أقل ما قلته عن جهل وغفلة يعني قوله هل الولد المحبوب إلا تعلة ويجوز أن يكون قوله على الصبا على صبي البنين أي في حال صباهم والحلواء الحلاوة ومنه قول زهير، تبدلت من حلوائها طعم علقم، وقال ابن جنى في هذا البيت أي لست اسليك إلا عما قد فجعت به فرأيت الصبر عليه احزم من الأسى عليه وهذا بعيد لأنه لم يتقدم هذا البيت ما يدل على ما قاله وإنما تقدم ما ذكرنا
[وما تسع الأزمان علمي بأمرها ... وما تحسن الأيام تكتب ما أملي]
يقول علمي بأمر الزمان أوسع منه فلا يسع علمي وما أمليه من الحكم والكلمات النادرة لا تحسن الأيام أن تكتبها يريد أنه يعلم ما تعجز الأيام عن مثله والعرب تنسب الحوادث إلى الزمان وتجعله يأتي بالحوادث فهو يقول الأيام مع أنها تأتي بهذه العجائب لا تحسن أن تكتب ما أمليه فتى تعلمه
[وما الدهر أهل أن تؤمل عنده ... حيوة وأن يشتاق فيه إلى النسل]
يقول الدهر خوان ليس بأهل أن ترجى عنده الحياة لأنه لا يفي بالرجاء ولا يحقق الأمل في الحياة وليس بأهل أن يشتاق فيه إلى الولد لأن الولد إذا عاش بعدك لقى من مكاره الدهر ما ينغص عيشه ويسأم معه الحياة ولأنه أيضا لا يبقي الولد بل يفجع به الوالد وقال أيضا ارتجالا وقد سأله عن وصف فرس ينفذه إليه
موقع الخيل من نداك طفيفُ ... ولو أن الجياد فيها ألوفُ
طفيف قليل حقير من قولهم طف له الشيء واطف واستطف إذا أمكن فالطفيف الممكن غير المتعذر يقول كثرة عطاياك تحقر وتصغر ما سقت من الخيل واهديته حتى كيون موقعها نزرا قليلا وإن كثرت الخيل فتكون الألوف من الجياد في الخيل التي تهبها ويروي ولو أن الجياد منها أي من الخيل.
ومن اللفظ لفظةٌ تجمع الوص ... ف وذاك المطهم المعروف
يعني من الألفاظ التي توصف بها الخيل لفظة واحدة تجمع أوصافها وذلك اللفظ هو المطهم وهو التام الجمال الذي يسحن كل شيء منه على حدته والمعنى أنك أمرتني أن أختار وصف فرس تهبه لي والذي اختاره هو المطهم وهو المعروف عند أهله وأشار بقوله وذاك إلى الوصف لأن المطهم وصف.
ما لنا في الندى عليك اختيار ... كل ما يمنح الشريف شريفُ
يريد أنك استدعيت الوصف فذكرت وصفا واحدا طاعة لأمرك فإما الذي عندي فهو أنه لا اختيار لنا عليك فيما تعطي لأن ما منحته فهو جليل شريف.
وقال وقد خيره بين فرسين دهماء وكميت
[اخترت دهماء تين يا مطر ... ومن له في الفضائل الخير]
أراد دهماء أي الدهماء منهما كما تقول اخترت فاضل هذين أي الفاضل منهما تين بمعنى هاتين وتا بمعنى هذه وتثنيتها تان وسماه مطرا لكثرة الجود وقوله ومن له أي يا من له الإختيار في الفضائل يعني تأخذ مختار الفضائل ونجيبتها فتختار منها ما تريد ويروى الخبر يعني له الاشتهار في الفضائل والخبر في الناس.
[وربما قالت العيون وقد ... يصدق فيها ويكذب النظر]
يقول أنا اخترت الدهماء والعيون قد تخطىء فتستحسن ما غيره احسن منه فان النظر قد يصدق فيريك الشيء على ما هو به وقد يكذب فلا يريك حقيقة الشيء.
أنت الذي لو يعاب في ملإ ... ما عيب إلا بأنه بشرُ
يقول ليس لك عيب تعاب به فلو عبت بشيء ما عبت إلا بكونك بشرا أي أنت أجل قدرا من أن تكون بشرا أدميا لأن ما فيك من الفضائل لا تكن في بشر.
وأن إعطاءه الصوارم والخي ... ل وسمر الرماح والعكرُ