يقول ما كنت حيا فلم يغب عنا أحد من هؤلاء لأن جميع محاسنهم موجودة فيك ويروي ما ماتا ولا أبواهما يعني سياراً ومكرما وتميم بن مر وأد بن طابخة قبيلتان مشهورتان من العرب إليهما ينتسب الممدوح وكان الوجه إن يقول فما ماتوا كما تقول ما دمت حيا فما احزن ولكنه حذف الفاء ضرورة كقوله، من يفعل الحسنات الله يشكرها، تقديره فالله يشكرها.
فبعض الذي يبدو الذي أنا ذاكر ... وبعض الذي يخفى عليّ الذي يبدو
يقول الذي أنا ذاكر من فضائله بعض الذي يبدو بعض الذي يخفى عليّ أي إنما أذكر بعض ما يظهر من فضائله والذي يظهر بعض الذي يخفى يريد أن فضائله كثيرة يظهر له بعضها فيذكر منه بعضه ولا يظهر له كلها.
الوم به من لامني في وداده ... وحق لخير الخلق من خيره الودُّ
يقول من لامني في وده لمته بما وصفت من فضله فيتبين أن من أحبه لا يستحق اللوم وأنه أهل لأن يحبه وحق له مني الود لأنه خير الأمراء وأنا خير الشعراء وحقيق على أهل الخيران يود بعضهم بعضا.
كذا فتنحوا عن عليٍّ وطرقه ... بنى اللؤم حتى يعبر الملك الجعد
يقول كذا هو أي كما وصفت فلا تنازعوه وبتاعدوا عنه حتى يمضي في طريقه إلى المعالي من غير أن تنازعوه ويجوز أن تكون الإشارة في كذا إلى التنحي الذي أمرهم به يقول قد تنحيتم وبلغتم في البعد عن غايته الغاية وكذا يجب أن يكون والقول هو الأول.
فما في سجاياكم منازعة العلي ... ولا في طباع التربة المسك والندُّ
يقول أنتم منه كالتراب من المسك ولا يكون بينهما منازعة كذلك ليس في طباعكم أن تنازعوه العلى.
ودع صديقا له فقال ارتجالا
[أما الفراق فإنه ما أعهد ... هو توأمي لو أن بينا يولد]
يقول أما الفراق فإنه شيء اعهده وأراه دائما وهو توءمي ولد معي ن كان البيت مولودا أي لا أنفك من فراق حبيبٍ فلو كان الفراق مولودا لقضيت عليه بأنه توأمي ويجوز أن يكون المعنى حقيقة الفراق ما أعهده من فراقك يعني أن وجد فراق هذا الحبيب فوق وجد فراق كل أحد حتى كان الفراق فراق لا فراق غيره.
[ولقد علمنا أننا سنطيعه ... لما علمنا أننا لا نخلد]
أل لما كنا نموت ونفني علمنا أننا ننقاد للفراق بمفارقة كلٍّ من الخليلين صاحبه والمعنى أن الفرقة على كل حالٍ محتومة علينا لأنه لا يخلد أحد فنحن في طاعة الفراق أما عاجلا وإما آجلا.
وإذا الجياد أبا البهيٍّ نقلننا ... عنكم فأردأ ما ركبت الأجود
يقول إذا نقلتنا عنكم الخيل وباعدت بيننا صار الأجود الاردأ لأنه إذا كان اسرع كان اعجل إبعاداً.
من خص بالذم الفراق فإنني ... من لا يرى في الدهر شيئا يحمدُ
وقال يمدح أبا بكر عليّ بن صالحٍ الروذباري الكاتب.
كفرندي فرند سيفي الجرازِ ... لذة العين عدةٌ للبرازِ
الفرند جوهر السيف وهو معرب دخيلٌ وفعل أكثر في كلام العرب من فعل والجراز السيف القاطع أي سيفي يحكيني في المضاء وهو حسن في مرأة العين عدة للمبارزة.
تحسب الماء خط في لهب النا ... رِ أدق الخطوط في الأحرازِ
شبه بريق سيفه بالنار وآثار الفرند فيه ودقته بخطوط من الماء دقيقةٍ كأدق الخطوط في الأحراز جمع حرز وهو العوذة وجرت العادة بتدقيق خط الأحراز.
كلما رمت لونه منع النا ... ظر موجٌ كأنه منك هازي
أي كلما أردت أن تعرف لونه وانعمت النظر منع ناظرك من الوقوف ماؤه وبياضه الذي يتردد فيه كالموج فإنه يهزء بك لأنه لا يستقر لينفذ فيه شعاع عينيك.
ودقيق قذى الهباء أنيق ... متوالٍ في مستوٍ هزهازِ
ودقيق بقذى كما تقولن حسن وجها لكنه أضافه إلى الهباء إشارةً إلى أن الفرند في دقته يشبه الهباء شبه آثار الفرند في دقتها بقذى الهباء وجعله أنيقا لنه معجب للناظر متوال يتبع بعضه بعضا في متن مستوٍ هزهاز متحرك مضطرب يجيء ويذهب يقال سيف هزهاز وهزاهز كان ماؤه يذهب عليه ويجيء وروى ابن جنى قدي الهباء يعني مقدار الهباء من قولهم قدي رمحٍ وقاد رمح وقيد رمح.
ورد الماء فالجوانب قدرا ... شربت والتي تليها جوازي