[ويهدأ ذا السحاب فقد شككنا ... أتغلب أم حياه لكم قبيل]
أي يسكن ذا السحاب من المطر فقد شككنا أتغلب قبيلتكم أم حيا هذا السحاب أي لكثرة قبيلتكم قد تشابها وهو لم يشك وإنما أتى بهذا مبالغة في وصف تغلب والمطر بالكثرة
[وكنت أعيب عذلا في سماح ... فها أنا في السماح له عذول]
يقول كنت فيما مضى أعيب الملامة في الجود وقد صرت الآن عذولا له لافراطه في السماح والمعنى من قول الطائي، عطاء لو اسطاع الذي يستميحه، لأصبح من بين الورى وهو عاذل، وشبيه به قول البحتري، إلى مسرف في الجود لو أن حاتما، لديه لأضحى حاتم وهو عاذله،
[وما أخشى نبوك عن طريق ... وسيف الدولة الماضي الصقيل]
يقول لا أخشى أن تعجز عن قطع طريق لأنك سيف دولة الإسلام وسيف الدولة لا يكون إلا ماضيا صقيلا ويجوز أن يكون قد رجع من الخطاب إلى الخبر كأنه قال وأنت الماضي الصقيل
[وكل شواه غطريف تمنى ... لسيرك أن مفرقها السبيل]
يقول كل جلدة رأس سيد شريف تمنى أنها سبيل لسيرك يعني لشرفك لا يستنكف السيد من وطئك رأسه بل تمنى ذلك تشرفا بك
[ومثل العمق مملوؤا دماء ... مشت بك في مجاريه الخيول]
العمق موضع عميق يقول رب مكان مثل المكان العميق قد امتلأ دما مشت بك الخيل في مجاري ذلك المكان يعني مجاري الدم إليه يريد المعركة وحيث تكثر القتلى حتى يجتمع الدم ويمتلئ به المكان
[إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما يمر به الوحول]
يقول إذ تعود الإنسان خوض المهالك التي هي أسباب المنايا لم يبال بالوحول وفي هذا إشارة إلى أن الوحل لا يمنعه عن السفر لأنه يخوض ما هو أشد من الوحل
[ومن أمر الحصون فما عصته ... أطاعته الحزونة والسهول]
يقول من كان حصون الأعداء تنفتح له مطيعة لم يعصه مكان من الحزن والسهل أي لم يمتنع عليه ولم يصعب عليه سلوكه
[أتخفر كل من رمت الليالي ... وتنشر كل من دفن الخمول]
هذا إستفهام تعجب يقول كل من نكبته الليالي وأصابته بالمحن تخفره وتجيره منها فتضمه إلى إحسانك ومن ستره الخمول نشرته من رمس الخمول فشهرته بإحسانك وإنعامك عليه
[وندعوك الحسام وهل حسام ... يعيش به من الموت القتيل]
يقول تسميك الحسام وعادة الحسام قطع الآجال وأنت حسام يعيش به القتيل يعني من قتله الفقر وأذله الزمان حتى أماته موت الفقر أعشته بجودك فعاش بك وقد فسر هذا فيما بعده فقال
[وما للسيف إلا القطع فعل ... وأنت القاطع البر الوصول]
يقول فعل السيف القطع فقط وقد اجتمع فيك الوصل والقطع لأنك تقطع الأعداء وتصل الأولياء
وأنت الفارس القوال صبراً ... وقد فنى التكلم والصهيل
يقول أنت الذي يصبر الجيش فتقول لهم اصبروا صبرا على عض الحرب وقد عظم الخطب واشتد القتال فلا يقدر الرجل على الكلام ولا الفرس على الصهيل
[يحيد الرمح عنك وفيه قصد ... ويقصر أن ينال وفيه طول]
يقول بلغت من مهابتك وشرفك أن الجماد يعرفك فالرمح يميل عنك مع أن فيه قصدا إذا طعن به غيرك ويقصر أن ينالك مع طوله هيبة منك وهذا كقوله، طوال قنا تطاعنها قصار،
[ولو قدر السنان على لسان ... لقال لك السنان كما أقول]
قد صرح في هذا البيت أن السنان لو قدر على الكلام لقال أنا أقصر عنك وأميل عنك لهيبتك وشرفك
[ولو جاز الخلود خلدت فردا ... ولكن ليس للدنيا خليل]
يقول لو جاز أن يخلد انسان لخلدت وحدك ولكن الدنيا لا تخلد أحدا وعادتها جرت بإفناء خلانها وفي هذا ذم للدنيا وأنها لا تبقي على أحد أي فلو علقت الدنيا لخلدتك وقال يرثي والدة سيف الدولة ويعزيه عنها في سنة سبع وثلثين وثلثمائة
[نعد المشرفية والعوالي ... وتقتلنا المنون بلا قتال]
المنون الدهر يذكر ويؤنث ويكون واحدا وجمعا يقول نعد السيوف والرماح ولا غناء لها مع الدهر لأنه يقتل من يقتله من غير قتال فإذن لا حاجة إليها
[ونرتبط البسوابق مقربات ... وما ينجين من خبب الليالي]
المقربات الخيل المدناة من البيوت إما لفرط الحاجة إليها وإما للضن بها لا ترسل إلى الرعي يقول نرتبط الخيل ثم لا تنجينا من سعي الليالي فإنها تقتلنا وتدركنا
ومن لم يعشق الدنيا قديما ... ولا كن لا سبيل إلى الوصال