أي لرأوني في الذلة والقلة مثل عدوك الذي يبغضك وهذا من قول أبي عيينة، لو كما ينقص تزداد إذن كنت الخليفه، وفي قول آخر، لو كما تنقص تزداد إذا نلت السماء، ثم نقله الطاءي فقال، أما لو أن جهلك كان علما، إذن لنفذت في علم الغيوب، وزاد المتنبي بقوله لرأوني مثل شأنيكا
[لبي نداك لقد نادى فاسمعني ... يفديك من رجل صحبي وأفديكا]
لبيك تثنية لب على قول الخليل واللب اسم من الإلباب وهو الملازمة يقال الب بالمكان وارب به إذا أقام به وإنما ثنوا اللب لأنهم ارادوا الباب بعد الباب واجابة بعد اجابة وذهب يونس إلى أن لبيك اسم واحد وإنه إنما قيل لبيك كما قيل إليك وعليك ولديك وكل واحد منهما شيء واحد يقول دعاني جودك فاسمعني وأنا أجيبه فأقول لبيك ثم دعا للممدوح فقال يفديك من رجل أي أفديك من بين الرجال فمن ههفا تفسير أو تخصيص
ما زلت تتبع ما تولي يداً بيدٍ ... حتى ظننت حيوتي من أياديكا
يقول لم تزل تتبع نعمة بنعمة حتى كثرت أياديك عندي فظننت أن حيوتي من جملتها
[فإن تقل ها فعادات عرفت بها ... أولا فإنك فظننت لا يسخو بلا فوكا]
ها هنا معناه خذ ومنهقوله تعالى هآأم اقرأوا كتابيه يقول إن قلت لي خذ فذلك عادة معروفة لك أو تقل لا يعني لا أعطيك ولا أقضي حاجتك فإن فاك لا يسخو بهذه الكلمة أي لايجود يقال سخى يسخى وسخا يسخو وسخو يسخو وروى بعضهم لا يشحو يقال شحى فمه يشحى وشحا فمه ويشحوه لأنه لازم ومتعدٍ ومعناه لا ينفتح فوك بلا يقول عادتك أن تقول خذ لأنك معطٍ ولا تقدر على التكلم بلا لأنك لم تتعود ذلك وهذا كما يحكي أن العميري قاضي قزوين كتب إلى الصاحب وقد اهدى إليه كتبا، العميري عبد كافي الكفاة، وإن أعتد من وجوه القضاة، خدم المجلس الرفيع بكتبٍ، مترعاتٍ من حسنها مفعمات، وكتب إليه الصاحب، قد أخذنا من الجميع كتابا، ورددنا لوقتنا الباقيات، لست أستغنم الكثير فطبعي، قول خذ ليس مذهبي قول هات وقال يمدح عبيد الله يحيى البحتري
أريقك أم ماء الغمامة أم خمرُ ... بفيَّ برودٌ وهو في كبدي جمرُ
يقول شككت فيما ذقته من فمك فلست أدري اريق هو أم ماء سحاب أم خمر وهو بارد في فمي حارٌّ في كبدي لأنه بحرك الحب ويذكى جمر الهوى
إذا الغصن أم ذا الدعص أم أنت فتنةٌ ... وذيا الذي قبلته البرق أم ثغرُ
ذا بمعنى هذا والألف ألف الاستفهام وعنى بالغصن قوامها وبالدعص ردفها أم أنت فتنة تفتنين الناس بحبك حتى يظنوا قدك غصنا وردفك رملا وذيا تصغير ذا ومعنى التصغير ها هنا ارادة صغر اسنانها أو لأن ثغرها محبوب عنده قريبٌ من قلبه
رأت وجه من أهوى بليلٍ عواذلي ... فقلن نرى شمسا وما طلع الفجر
أي تعجبن من رؤية شمس في الليل والفجر لم يطلع لأنهن حسبن وجهها شمسا وخص العواذل لأنهن إذا اعترفن له بهذا مع انكارهن عليه حبها كان ذلك ادل على حسنها وكان هذا من قول الطاءي، فردت علينا الشمس والليل راغم، بشمس لهم من جانب الخدر تطلع
رأين التي للسحر في لحظاتها ... سيوف ظباها من جمي أبداً حمرُ
يريد رأين التي تقتلني بسحر عينيها ولما جعل سحر عينيها قاتلا استعار له سيوفا ثم جعلها حمر الظبي من جمه لانها تقتله
[تناهى سكون الحسن في حركاتها ... فليس لراء وجهها لم يمت عذر]
يقول حركاتها كيفما تحركت حسنة وسكون الحسن فيها قد بلغ الغاية فمن رآها مات من فرط حبها وهي تقتل من رآها بشدة الحب واراد لم يمت عشقا أو حبا
[إلبيك ابن يحيى بن الوليد تجاوزت ... بي البيد عيس لحمها والدم الشعر]
أي كنت أحدوها بالشعر فتقوى على السير والعرب تزعم أن الإبل إذا سمعت الغناء والحداء نشطت للسير يقول قام الشعر لها مقام اللحم والدم في تقويتها على السير وروى الخوارزمي بفتح الشين والمعنى أنها هزلت فلم يبق منها غير الشعر والرواية الصحيحة بكسر الشين لأنه لا شعر للإبل إنما يكون لها الوبر قال ابن جنى أي إنما كنت أحييها بمدحكم وأحدوها به فأصون بذلك لحمها ودمها وعلى هذا أراد الشعر الذي مدحه به ويدل على ذلك البيت الذي بعده وأراد أن الشعر سبب بقاء لحمها ودمها وهذا غير الأول
نضحت بذكراكم حرارة قلبها ... فسارت وطول الأرض في عينها شبر