يقول حزمه في الأمور يريه في يومه حتى يرى بقلبه ما تراه عينه بعد غد والمعنى أنه يفطن إلى الكائنات قبل حدوثها كما قال أوس، ألألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا، وقال الطاءي، ولذاك قيل من الظنون جليةٌ، علم وفي بعض القلوب عيون، وكرره أبو الطيب فقال، ذكي تظنيه طليعة عينه، يرى قلبه في يومه ما يرى غدا، وقال، ويعرف الأمر قبل موقعه، البيت وقال، مستنبط عن علمه ما في غد، ووكل الظن بالإسرار، البيت والمراد بهذا كله صحة الحدس وجودة الظن
[ماذا البهاء ولا ذا النور من بشر ... ولا السماح الذي فيه سماح يد]
يقول أنت أجل من أن تكون بشرا فإن ما نشاهده فيك من الجمال والنور لايكون في البشر وليس سماحك سماح يدٍ لن اليد لا تسمح بما تسمح به بل هو سماح غيث وبحر
أيُّ الأكف تباري الغيث ما اتفقا ... حتى إذا افترقا عادت ولم يعد
يقول الاكف تبارى الغيث في السماحة ما اتفقا ماطرين حتى إذا افترقا بإقلاع السحاب عادت الكف إلى عادتها ولم يعد الغيث يريد أن الغيث يمطر ثم ينقطع وكفه تجود ولا ينقطع جوجها فهي زائدة على الغيث والمعنى عادت إلى الجود عن قريب ولم يعد الغيث بسرعة عوده لأن المطر قد ينقطع زمانا طويلاً وعطاؤه لا ينقطع إلا اليسير من الزمان
[قد كنت أحسب أن المجد من مضر ... حتى تبحتر فهو اليوم من أدد]
يعني مضر بن نزار بن معد أبا العرب وأدد أبو اليمن وهو ابن قحطان يقول كنت أحسب المجد مضرياً حتى تبحتر اليوم أي انتسب إلى بحتر يعني أن الممدوح نقله إلى بحتر فقد تبحتر به وصار بحتريا أدديا
قوم إذا مطرت موتاً سيوفهم ... حسبتها سحبا جادت على بلد
يريد بالموت الدم لأن سيلانه سبب الموت وإذا مطرت السيوف الدم فقد مطرت الموت شبهها وهي تمطر الدم بالسحب تجود بالمطر
لم أجر غاية فكري منك في صفةٍ ... إلا وجدت مداها غاية الأبد
يقول لم اتفكر في صفة من صفاتك إلا وجدت غايتها لا تنتهي كغاية الأبد وهو الدهر الذي تطول غايته ولا يفنى إلا بعد فناء الدنيا وانقطاعها وقال يمدح مساور بن محمد الرومي
جللاً كما بي فليك التبريح ... أغذاءُ ذا الرشأ الأغن الشيح