يريد بسقم عينيه الفتور وذلك مما توصف الحسان به كما قال ابن المعتز، ضعيفة أجفانه، والقلب منه حجر، كأنما ألحاظه، من فعله تعتذر، وهو كثير والمآزر جمع المئزر وهو الازار وما تحويه المآزر الكفل وذلك مما يوصف بالثقل والمعنى أنه أمرضني كمرض جفنونه واثقلني بالهوى كثقل اردافه وهذا كقول منصور بن الفرج، حل في جسمي ما كان بعينيك مقيما، ومثله للبحتري، وكأن في جسمي الذي، في ناظريتك من السقم، وقد قال السري، ونواظرٍ وجد المحب فتورها، لما استقل الحي في أعضائه،
[يا من تحكم في نفسي فعذبني ... ومن فؤادي على قتلي يضافره]
المضافرة المعاونة يعني أن قلبه يعينه على قتله حيث لا يسلو مع ما يرى من كثرة الجفاء وهذا كما يقال قلب العاشق عونٌ عليه مع حبيبه
بعودةِ الدولة الغراءِ ثانيةً ... سلوت عنك ونام الليل ساهره
يعني دولة رجل كان قد عزل ثم ولي ثانيا يقول لما عادت دولته ذهب حبك من قلبي ونمت الليل بعد أن كنت أسهره
[من بعد ما كان ليلى لا صباح له ... كأن أول يوم الحشر آخره]
يقول من بعد ما كنت أقاسي من الحزن ما يسهرني فيطول على الليل للسهر حتى كأنه متصل بيوم الحشر
غاب الأميرُ فغاب الخيرُ عن بلدٍ ... كادت لفقد اسمه تبكي منابره
هذا من قول أشجع السلمي، فما وجه يحيى وحده غاب عنهم، ولكن يحيى غاب بالخير أجماع ومن قول موسى، بكت المنابر يوم مات وإنما، أبكي المنابر فقد فارسهنه،
[قد اشتكت وحشة الأحياء أربعه ... وخبرت عن أسى الموتى مقابره]
الوحشة الحزن يجده الإنسان في قلبه ند وحدته عن الناس وأربع جمع ربع وهو المنزل والأسى الحزن يقول لما غاب الأمير عن البلد حزن لغيبته الأحياء حتى أحست بذلك دورهم ومنازلهم وكذلك الموتى حزنوا حتى اخبرت المقابر عن حزنهم والضمير في الأربع والمقابر للبلد
[حتى إذا عقدت فيه القباب له ... أهل لله باديه وحاضره]
يعني القباب التي تتخذ للزينة والنثار وأهل لله أي رفعوا اصواتهم بالدعاء أهل البادية وأهل الحضر سرورا بعوده
وجددت فرحاً لا الغم يطرده ... ولا الصبابة في قلبٍ تجاوره
أي أن عودة دولته جددت فرحا لا يغلبه الغم ولا تجاوره شدة الشوق بعد هذا الفرح في قلب أي لا تسكنه أي لامتلاء كل قلب بهذا الفرح لا يكون فيه موضع للعشق
إذا خلت منك حمص لا خلت أبداً ... فلا سقاها من الوسمي باكره
حمص بلد بالشام ولد به الممدوح وقوله لا خلت أبدا دعاء له أي إذا خلت منك هذه البلدة فلا نزل بها المطر ولا سقاها باكر الوسمي وهو أول مطر في السنة والولي ثانية
[دخلتها وشعاع الشمس متقد ... ونور وجهك بين الخيل باهره]
متقد مثل متوقد يقول دخلت هذه البلدة في وقت اشراق الشمس حين كان يتوقد ضياؤها ونور وجهك قد بهر ضوء الشمس أي غلبه
في قيلقٍ من حديدٍ لو قذفت به ... صرف الزمان لما دارت دوائره
الفيلق العسكر وجعله من حديد لكثرته فيهم وعليهم يقول لو حاربت به الزمان ما دارت على الناس دوائره وهي حركاته وصروفه التي تدور على الناس وتأتي حالا بعد حال
تمضي المواكبُ والأبصارُ شاخصة ... منها إلى الملك الميمونِ طائره
الطائر الفأل والعرب يتفاءلون في الخير والشر بما طار فيسمون الفأل الطائر يقول العيون ذاهبة في نظرها إلى الملك لا تنظر إلى غيره من عساكره
قد حرن في بشرٍ في تاجه قمر ... في درعه أسد تدمى أظافره
حرن تحيرن يعني الإبصار وارد بالبشر الممدوح وبالقمر وجهه وجعله أسدا في الدرع لشجاعته والأظافر جمع اظفار وقوله تدمي أن تتلطخ بالدم بافتراسه اعداءه
حلو خلائقه شوسٍ حقائقه ... تحصى الحصى قبل أن تحصى مآثره
الخلائق جمع الخليقة بمعنى الخلق والشوس جمع الأشوس وهو الذي ينظر نظر المتكبر والحقيقة ما يحق على الرجل حفظه من الجار والولد يقال فلان حامى الحقيقة يقول اخلاقه حلوة وحقائقه محمية لا يحوم حولها أحد فهي ممتنعة امتناع المتكبر وهو كثير المآثر
[تضيق عن جيشه الدنيا ولو رحبت ... كصدره لم تبن فيها عساكره]
الكناية في عساكره تعود إلى الممدوح وهذا من قول أبي تمام، ورحب صدر لو أن الأرض واسعة، كوسعه لم يضق عن أهله بلد