يقول جعلت أجابته أن أتيته بنفسك في جيش عظيم ضمنوا له استنقاذه وكفلوا برده إلى مكانه
خرجن من النقع في عارضٍ ... ومن عرق الركض في وابلِ
يقول هذا الجيش كانوا في سحابٍ من الغبار وفي مطر من العرق.
ولما نشفن لقين السياط ... بمثل صفا البلد الماحلِ
لما نشفت الخيل لقيت السياط من أعجازها بمثل الصفا لا نداوة بها فإنها لم تسترح ولم تضعف لما لحقها من التعب أي لما ضربن بالسياط وقعت من مفاصلها على مثل صفا البلد الماحل والصفا الصخر والماحل الذي لا مطر فيه.
شفن بخمسٍ إلى من طلب ... ن قبل الشفون إلى نازلٍ
الشفون النظر في اعتراض يقول نظرن إلى أبي وائل قبل النظر إلى نازل عن ظهورهن يريد أنهم لم ينزلوا عن ظهورها خمس ليال حتى بلغوا أبا وائل في ركضة واحدة.
فدانت مرافقهن البرى ... على ثقةٍ بالدم الغاسلِ
دانت فاعلت من الدنو يقول ساخت قوائمها في التراب إلى مرافقها ثقةً بأن الدم الذي يجريه ركابها سيغسلها ويزيل عنها ذلك التراب.
وما بين كاذتي المستغيرِ ... كما بين كاذتي البائل
الكذاة لحم الفخذ والمستغير الذي يطلب الغارة يعني الذي كان يطلب الغارة على هؤلاء الخوارج يشتد عدوه فيتفحج لشدة عدوه كما يتفحج البائل لئلا يصيبه البول ويجوز أنه يريد أنه يعرق في عدوه حتى يسيل العرق بين رجليه كالبول وذكر في معنى البيت أنه أراد أن المنهزم يبول فرقا وهذا لا يصح لأن المستغير لا يكون منهزما.
فلقين كل ردينيةٍ ... ومصبوحةٍ لبن الشائل
يقول لقيت خيله الرماح وخيلا سقيت لبن النوق والمصبوحة التي سقيت اللبن صبوحا والشائلة النوق التي قل لبنها وخف ومرؤ ونجع في شاربه ولا يسقى ذلك اللبن إلا كرائم خيلهم وحذف الهاء من الشائلة وهو يريدها.
وجيش إمامٍ على ناقةٍ ... صحيح الإمامة في الباطلِ
يعني بالإمام الخارجي قال ابن جنى يقول قد صح أن امامته باطلة لا شك فيه وقال غيره معناه امامته صحيحة في الباطل يعني أن أصحابه سلموا له الإمامة فهو إمام المبطلين وهذا هو القول لا ما قاله ابن جنى.
فأقبلن ينحزن قدامه ... نوافر كالنحل والعاسلِ
الإنحياز كالإنهزام وهو الإنضمام إلى جانبٍ يقول أقبلت خيل الخارجي تنفر وتهرب من جيش سيف الدولة نفور النحل عن العاسلِ
فلما بدوت لأصحابه ... رأت أسدها آكل الآكلِ
أي لما رآك أصحابه رأى شجعانهم منك ما يأكلهم وينفيهم يعني كنت أشجع منهم وإن كانوا شجعانا.
بضربٍ يعمهم جائرٍ ... له فيهم قسمة العادلِ
أي كنت تأكلهم وتفنيهم بضربٍ يأتي عليهم جميعا قال ابن جنى أي هذا الضرب وإن كان لإفراطه جورا فهو في الحقيقة عدل لأن قتل مثلهم عدل وقربةٌ من الله عز وجل وقال أبو الفضل العروضي عندي أنه يقول إن جار في الضرب وقد عم بالقتل ولم يحاب فعدله إنه لم ينفلت منه أحد إلا أصابه من ذلك الرب قلت واظهر من هذين أنه يقال هذا الضرب وإن أفرط فيه حتى تصور جائرا فله فيهم قسمة العادل في القسم لأنه قطع ما أصاب فجعله نصفين فصار الضرب كأنه يقسم بالسوية والإنصاف.
وطعن يجمع شذانهم ... كما اجتمعت درة الحافلِ
الشذان المتفرقون يقول هذا الضرب لا يتخلص منه شاذ ولا نافر بل يجتمعون فيه اجتماع اللبن في الضرع والحافل الذي حفل ضرعها أي امتلأ لبنا
إذا ما نظرت إلى فارسٍ ... تحير عن مذهب الراجلِ
يقول إذا نظرت إلى فارس من الأعداء لم يقدر أن يهرب عنك بل يضعف خوفا منك وهيبةً حتى لا يقدر أن يذهب ذهاب الراجل يشير إلى تأثير نظره
فظل يخضب منها اللحى ... فتًى لا يعيد على الناصلِ
أي فظل سيف الدولة يخضب من الأعداء لحاهم بدمائهم غير أنه لا يعيد الخضاب على من نصل خضابه فذهب.
ولا يستغيث إلى ناصرٍ ... ولا يتضعضع من خاذلِ
أي يستغني بقوته عن من ينصره فلا يستنصره مستغيثا إليه ولا يجزع من خذلانِ من يخذله ولا يستكين لأحد وإن خذله أصحابه.
ولا يزع الطرف عن مقدمٍ ... ولا يرجع الطرف عن هائلِ
أي لا يكبح فرسه عن اقدامه أو عن مقدم عليه أي لا يخاف شيئا ولا أحدا فيرتد ويرجع ولا يهوله شيء فيرد طرفه عنه.
إذا طلب التبل لم يشأه ... وإن كان دينا على ماطلِ