يريد كثرة انتقالها من الرقاب إلى الغمود ومن الغمود إلى الرقاب وذلك لكثرة حروبه وغزواته فليست لسيوفه إقامةٌ في شيء مما ذكر ولهذا جعلها مسافرةً وليس يريد بمسافرتها مسافرة الممدوح وإنها معه في أسفاره لأنه نفى اقامتها في الرقاب وفي الغمود فمسافرتها تكون بين هذين الجنسين كما تقول فلان مسافر أبدا ما يقيم بمرو ولا بنيسابور فذكر البلدين دليل على أنه مسافر بينهما وليس يريد أيضا انتقالها من رقبة إلى رقبة كما قال ابن جنى وغيره كما لا يريد انتقالها من غمود إلى غمود بل يقول هي مستعملة في الحروب فتارةً تكون في الرقاب غير مقيمة لأن الحرب لا تدوم ثم تنتقل منها إلى الغمود ولا تقيم فيها أيضا لما يعرض من الحرب
يقدن الفناء غداة اللقاء ... إلى كل جيشٍ كثير العديد
يقدن إخبار عما ذكر من الخيول والرماح والسيوف لأن هذه الأشياء سبب فناء اعدائه إي وإن كثر عددهم فهو يفنيهم
[فولي بأشياعه الخرشني ... كشاء أحس بزار الأسود]
ولي وتولى إذا أدبر وأشياع الرجل اتباعه ومشايعوه الذين يطيعونه والخرشني منسوب إلى خرشنة وهي من بلاد الروم يقول ادبر ومعه جنوده واتباعه كالغنم إذا سمعت صياح الأسد وهذا كما يقال خرج بثيابه وركب بسلاحه أي ومعه ذلك والإحساس العلم بالشيء بطريق الحس والزأر صوت الأسد ومنه، ولا قرار على زأر من الأسد،
[يرون من الذعر صوت الرياح ... صهيل الجياج وخفق البنود]
أي يظنون ذلك يقال فلان يرى كذا أي يظنه ومن روى بفتح الياء فهو غالطٌ لأن ما ذكره ظن وليس بعلمٍ ومعنى البيت من قول جرير، مازلت تحسب كل شيء بعدهم، خيلا تكر عليهم ورجالا،
[فمن كالأمير ابن بنت الأمي ... ر أم من كآبائه والجدود]
من استفهام معناه الإنكار أي لا أحد مثله ولا مثله آبائه وجدوده
[سعوا للمعالي وهم صبية ... وسادوا وجادوا وهم في المهود]
يعني أنهم ورثوا السيادة والجود عن آبائهم الماضين فحكم لهم بالجود والسيادة وهم صغار
[أمالك رقى ومن شأنه ... هبات اللجين وعتق العبيد]
يقول يا من يملك عبوديتي ويا من شأنه أن يهب الفضة ويعتق العبيد ووضع العتق موضع الإعتاق له إذا أعتق حصل العتق فعتق عبيده بإعتاقه وروى ابن جنى ومن شأنه وقال إني أدعوكم ومن شأنك أن تفعل كذا
[دعوتك عند انقطاع الرجا ... ء والموت مني كحبل الوريد]
أي عند انقطاع الرجاء من غيرك وقرب الموت كحبل الوريد وهو عرق في العنق
[دعوتك لما براني البلاء ... وأوهن رجلي ثقل الحديد]
[وقد كان مشيهما في النعال ... فقد صار مشيهما في القيود]
وكنت من الناس في محفل ... فها أنا في محفلٍ من قرود
المحفل الجماعة يجتمعون في موضع وعني بالقرود المحبوسين معه من اللصوص واصحاب الجنايات يقول كنت أجالس الناس في محافلهم وقد سرت في الحبس أجالس قوما لئاما كالقرود
[تعجل في وجوب الحدود ... وحدي قبل وجوب الساجود]
يريد أتعحل بالاستفهام وحذفه ومعنى تعجل الشيء مجيئه قبل وقته أي إنما تجب الحدود على البالغ وأنا صبيٌّ لم يجب على الصلوة فكيف أحد وليس يريد أنه في الحقيقة صبحي غير بالغ وإنما يصغر أمر نفسه عند الوالي ألا ترى أن من كان صبيا لا يظن به اجتماع الناس إليه للشقاق والخلاف هذا كلام ابن جنى قال ابن فورجة ما أراد أبو الطيب إلا الذي منع أبو الفتح يريد أنى صبيٌّ لم أبلغ الحلم فيجب على السجود فكيف يجب على الحدود والقول ما قاله أبو الفتح ويروي وجوب منصوبا والتعجل على هذا مجاز كقوله، ولا تعجلتها جنبا ولا فرقا، ويكون المعنى أيعجل الأمير وجوب الحدود
[وقيل عدوت عل العالمي ... ن بين ولادي وبين القعود]
الولاد الولادة أي أدعى عليّ أني ظلمت الناس وخرجت عليهم وذلك حين ولدتني أمي قبل أن استويت قاعدا يدفع بهذا عن نفسه الظنة
[فما لك تقبل زور الكلام ... وقدر الشهادة قدر الشهود]
أي إنما شهدوا عليّ بالزور فلم تقبله وقدر الشهادة على قدر الشهاد إن كان عدلا صادقا قبلت وإلا ردت
فلا تسمعن من الكاشحين ... ولا تعبأن بمحك اليهود