للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول هم أهل الحمية والحفاظ غير مجربين فإذا جربتهم لم يكونوا كذلك وفي تجربتهم بعد ظهور غيهم ما يمنعك عن مخالطتهم.

وما الحيوة ونفسي بعد ما علمت ... أن الحيوة كما لا تشتهي طبعُ

ونفسي في موضع رفع عطفا على الحياة ومعناه مع الحيوة كما تقول ما أنت وزيد أي مع زيد يقول بعد أن علمت أن الحيوة غير المشتهاة طبع ودنس وما لنفسي مع الحيوة يعني لا أريدها.

ليس الجمال لوجهٍ صح مارنهُ ... أنف العزيز بقطع العز يجتدعُ

يقول ما كل وجه صحيح المارن بجميلٍ فإن من أذل كالمجتجع وإن كان صحيح الأنف.

أأطرح المجد عن كتفي وأطلبهُ ... وأترك الغيث في غمدي وأنتجع

عني بالمجد والغيث السيف لأن كليهما يدرك به والمعنى أن الشرف وسعة العيش إنما يدركان السيف فلا أترك سيفي وأطلبهما بشيء آخر.

والمشرفية لا زالت مشرفةً ... دواء كل كريمٍ أو هي الوجع

يقول السيف دواء الكريم أو داؤه لأنه أما أن يملك به أو يقتل فيهلك وقوله لا زالت مشرفة من روى مشرفة بفتح الراء فهو دعاء للسيف ومن روى بكسر الراء فمعناه لا كانت داء بل كانت دواء.

وفارس الخيل من خفت فوقرها ... في الدرب والدم في أعطافها دفعُ

يقول فارس الخيل الذي حين خفت الخيل من الفزع للهزيمة وقرها وثبتها في المضيق والدم كثير في اعطافها أي في جوانبها يعني أن الدم مصبوبٌ عليها ويريد بفارس الخيل سيف الدولة فإن خيله أرادت الهزيمة فثبتهم في مضيق من مضائق الروم.

[وأوحدته وما في قلبه قلق ... وأغضبته وما في لفظه قذع]

يقول أفردته الخيل فتركوه مفردا وتفرقوا عنه فلم يقلق قلبه لشجاعته وأغضبوه بالانحياز فلم يوجد في لفظه فحش ولا خنى أي أنه حليم عند الغضب شجاع وإن كان وحده.

[بالجيش يمتنع السادات كلهم ... والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع]

يقول عز الملوك وامتناعهم عن عدوهم بجيوشهم لأنهم بهم يقوون وعز جيشك بك لأنهم لا يمتنعون عن عدوهم إذا لم تكن فيهم.

قاد المقانب أقصى شربها نهلٌ ... على الشكيم وأدنى سيرها سرعُ

قاد الجيوش مسرعا بها حتى كان أبلغ شرب خيلهم مرةً واحدة على حديد اللجام ولم يتفرغوا لشدة السير أن يخلعوا اللجم وأقل سيرها أسراع والسرع السرعة وهو مصدر سرع مثل ضخم ضخما.

لايعتقي بلد مسراه عن بلدٍ ... كالموت ليس له ريٌّ ولا شبعُ

لا يعتقى معناه لا يعتاق يقال عاقه واعتاقه ثم يقلب ويقال عقاه واعتقاه يقول سيره إلى البلد لا يمنع سيره إلى غيره كالموت الذي يعم فلا يروي ولا يشبع.

حتى أقام على أرباض خرشنةٍ ... تشقى به الروم والصلبان والبيعُ

خرشنة معروفة في بلاد الروم والربض ما حول المدينة يقول أقام بها وقد شقيت به الروم لأنه يقتلهم ويحرق صلبهم ويخرب بيعهم.

[للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا]

أقام ما مقام من في المصراع الأول ليوافق ما في المصراع الثاني وذلك جائز كقوله تعالى والسماء وما بناها وحكى أبو زيد سبحان ما يسبح الرعد بحمده.

مخلى له المرج منصوباً بصارخةٍ ... له المنابر مشهوداً بها الجمع

نصب مخلى ومنصوبا على الحال من سيف الدولة ونصب مشهودا على الحال من صارخة وهي مدينة بالروم وكان الوجه أن يقول منصوبةً ومشهودةً إلا أن التذكير جائز على قولك نصب المنابر وشهد الجمع والمعنى أنه بلغ النهاية في النكاية في الكفر حتى أخلى له المرج ونصبت المنابر التي هي شعار الإسلام بصارخة

يطمع الطير فيهم طول أكلهم ... حتى تكاد على أحيائهم تقعُ

[ولو رآه حواريوهم لبنوا ... على محبته الشرع الذي شرعوا]

يعني بالحواريين أصحاب عيسى عليه السلام وأضافهم إليهم لأنهم يدعون شرعهم واتباعهم يقول لو رأى الحواريون سيف الدولة لا وجبوا محبته فيما يشرعون للنصارى من الشرع.

ذم الدمستق عينيه وقد طلعت ... سود الغمام فظنوا أنها قزعُ

<<  <   >  >>