وقال أيضا فيها:
أن الأمير أدام الله دولته ... لفاخر كسيت فخراً به مضر
يعني أن العرب كلها قد لبست فخرا به ويروى كسبت
[في الشرب جارية من تحتها خشب ... ما كان والدها جن ولابشر]
قامت على فرد رجلٍ من مهابته ... وليس تعقل ما تأتي وما تدر
وأديرت فسقطت فقال بديها
[ما نقلت في مشيئة قدما ... ولا اشتكت من دوارها ألما]
يقول هي لا تنقل القدم في مشيتها وأرادتها يعني لا قصد لها ولا إرادة ويروي في مشية تصغير مشية
[لم أر شخصا من قبل رؤيتها ... يفعل أفعالها وما عزما]
[فلا تلمها على تواقعها ... أطربها أن رأتك مبتسما]
وقال لبدر ما حملك على احضار اللعبة فقال أردت نفي الظنة عن أدبك فقال أبو الطيب
[زعمت أنك تنفى الظن عن أدبي ... وأنت أعظم أهل العصر مقدارا]
كان المتنبي يتهم بأنه لا يقدر على ارتجال الشعر فاراد بدر أن يفنى عنه هذه التهمة
[أني أنا الذهب المعروف مخبره ... يزيد في السبك للدينار دينارا]
يقول أنا كالذهب الذي يخبر للناس جوهره بالسبك فتزيد قيمته على ما كانت قبل السبك فقال بدر بل والله للدينار قنطار فقال أبو الطيب
[برجاء جودك يطرد الفقر ... وبأن تعادي ينفد العمر]
[فخر الزجاج بأن شربت به ... وزرت على من عافها الخمر]
[وسلمت منها وهي تسكرنا ... حتى كأنك هابك السكر]
[ما يرتجي أحد لمكرمة ... إلا الإله وأنت يا بدر]
وقال يمدح أبا الحسن عليّ بن أحمد المري الخراساني
لا افتخار إلا لمن لا يضام ... مدرك أو محاربٍ لا ينام
كان الوجه أن يقول لا افتخار بالفتح كما يقال لا رجل في الدار وإنما يجوز الرفع مع النفي بلا إذا عطف عليه فيرفع وينون فيقال لا رجل في الدار ولا امرأة ولكنه اجازه بغير عطف لضرورة الشعر وجعل من نكرةً وجر مدرك أو محارب لأنهما وصف له كما يقال مررت بمن عاقل أي بإنسان عاقل يقول لافخر إلا لمن لا يظلم بامتناعه عن الظلم بقوته وهو إما مدرك ما طلب أو محارب لا ينام ولا يغفل حتى يدرك ما يطلبه
ليس عزماً ما مرض المرء فيه ... ليس هما ما عاق عنه الظلام
يقول العازم على الشيء لا يقصر فيه وما قصر الإنسان فيه لم يكن ذلك عزما وما منعك الظلام عن طلبه ليس ذلك عمة لأن العازم إذا هم بأمرٍ لم يعقه دون ادراكه شيءٍ
ذل من يغبط الذليل بعيشٍ ... رب عيشٍ أخف منه الحمامُ
يقول من عاش بذل فليس له عيش يغبط به ومن غبطه بذلك العيش فهو ذليل لأن الموت في العز أخف من العيش من الذل
كل حلمٍ أتى بغير اقتدارٍ ... حجة لاجيء إليها اللئام
يقول الحلم إذا لم يكن عن قدرة على العدو كان عجزا وهو حجة اللئام يسمون عجزهم عن مكافأة العدو حلما كما قال الآخر، إن من الحلم ذلا أنت عارفه، والحلم عن قدرةٍ فضل على الكرم،
من يهن يسهل الهوان عليه ... لم لجرح بميتٍ إيلام
يقول إذا كان الإنسان هينا في نفسه سهل عليه احتمال الهوان كالميت الذي لا يتألم بالجراحة
ضاق ذرعاً بأن أضيق به ذر ... عاً زماني واستكمرتني الكرام
يقال ضاق ذرعا بكذا إذا لم يطقه إذا لم يطقه وهو من الذراع وأصله أن يمد الرجل ذراعه إلى شيء فلا يصل إليه فيقال ضاق ذرعا بكذا كما يقال حسن وجها يقول عجز الزمان عن أن يدخل على أمرا لا احتمله ولا أطيقه أي لست أضيق بالزمان ذرعا وأن كثرت ذنوبه واساءته إليّ ثم قال استكرمتني الكرام أي وجدوني كريما صبورا على نوائب الزمان غير جزوع يقال استكرمت فاربط أي وجدت كريما فتمسك به
واقفاً تحت أخمصي قدر نفسي ... واقفاً تحت أخمصي الأنام
يقول إذا علوت الأنام ووقفوا تحت أخمصي كنت في تلك الحال واقفا تحت أخمص همتي أي لم أبلغ مع بلغته همتي وأن كنت فوق جميع الأنام
أقراراً ألذ فوق شرارٍ ... ومراماً أبغي وظلمي يرام
يقول لا أستلذ القرار فوق شرار النار أي لا اصبر على مقاساة الذل ولا أبغي مطلبا ما دام ظلمي يرام ويطلب كأنه قال لا أبغي مرام دون دفع الضيم عن نفسي وهو قوله
دون أن يشرق الحجاز ونجدٌ ... والعراقان بالقنا والشام