[فلا زيارة إلا أن تزورهم ... أيد نشأن مع المصقولة الخذم]
يقول إذا لم ينصفونا فلا أزورهم إلا بالسيوف القواطع
[من كل قاضية بالموت شفرته ... ما بين منتقم منه ومنتقم]
من كل سيف تقضي شفرته بالموت بين الفريقين الظالم والمظلوم
[صنا قوائمها عنهم وما وقعت ... مواقع اللؤم في الأيدي ولا الكزم]
يقول صنا قوائم السيوف فما وقعت إلا في أيدينا التي لا لؤم فيها ولا كزم وهو قصر اليد يعني أنهم لا يحسنون العمل بالسيف ونحن أربابها نشأت أيدينا معها والمعنى أنهم لم يسلبونا سيوفنا فتقع في أيديهم التي هي مواقع اللؤم والقصر عن بلوغ الحاجة
[هون على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم]
ما شق منظره أي ما صعبت رؤيته مما كرهته ومن روى منظره بالفتح فلأن المرأى يشق البصر ويفتحه باقتضائه النظر إليه والكناية على هذا للبصر وفي الرواية الأولى الكناية لما ومعنى شق من قولهم يشق علي هذا الأمر يقول هون على العين ما شق عليها النظر إليه مما تراه من المكاره وهب أنك تراه في الحلم لأن ما تراه في اليقظة شبيه بما تراه في المنام لأنهما يبقيان قليلا ثم يزولان ألا ترى إلى قول أبي تمام، ثم انقضت تلك السنون وأهلها، فكأنها وكأنهم أحلام، ولم يعرف أبن جنى شيئا من هذا فقال يقال شق بصر الميت شقوقا الفعل للبصر قال ومعنى البيت هون على بصرك شقوقه ومقاساة النزع وهذا كلام كما تراه في الفساد والبعد عن الصواب
[ولا تشك إلى خلق فتشتمه ... شكوى الجريح إلى الغربان والرخم]
يقول لا تشك إلى أحد ما ينزل بك من ضر وشدة فتشتمه بشكواك والشكوى إلى الناس يكون كشكوى المجروح إلى الطير التي ترقب أن يموت فتأكله
[وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرك منهم ثغر مبتسم]
يقول احذر الناس واستر حذرك منهم ولا تغتر بابتسامتهم إليك فإن خدعهم في صدورهم
[غاض الوفاء فما تلقاه عدة ... وأعوز الصدق في الأخبار والقسم]
[سبحان خالق نفسي كيف لذتها ... فيما النفوس تراه غاية الألم]
يتعجب من أن الله تعالى جعل لذته في ورود المهالك وقطع المفاوز وذلك غاية ألم النفوس
[الدهر يعجب من حلمي نوائبه ... وصبر جسمي على أحداثه الحطم]
الحطم جمع حطوم وبفتح الطاء جمع الحطمة
[وقت يضيع وعمر ليت مدته ... في غير أمته من سالف الأمم]
يقول لي وقت يضيع في مخالطة أهل الدهر ومصاحبتهم لأنهم سفل أنذال يضيع الوقت بصحبتهم وليت مدة عمري كانت في أمة أخرى من الأمم السالفة وهذا شكاية من أهل الدهر
[أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم]
يقول أبناء الزمان من الأمم السالفة كانوا في حدثان الدهر وجدته فسرهم وأتاهم ما يفرحون به ونحن أتينا الزمان وقد صار خرفا فلم نجد عنده ما يسرنا وقد أخذ أبو الفتح البستي هذا المعنى وجنس اللفظ فقال، لا غزو إن لم نجد في الدهر مخترفا، فقد أتيناه بعد الشيب والخرف، والمتنبي نظر في بيته إلى قول من قال، ونحن في عدم إذ دهرنا جذع، فالآن أمسى وقد أودى به الخرف وقال يهجو ضبة بن يزيد العيني وصرح بشتمه في هذه القصيدة لأنه لم يكن له فهم يعرف به التعريض وكان المتنبي إذا قرئت عليه هذه القصيدة ينكر إنشاده وأنا أيضا والله أكره كتابتها وتفسيرها ولست أرويها إنما أحكيها على ما هي عليه واستغفر الله تعالى من خط ما لا يزلف لديه فقال في جمادى الآخرة سنة٣٥٣
[ما أنصف القوم ... ضبه وأمه الطرطبة]
رموا برأس أبيه ... وناكوا الأم غلبه