للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يؤكل لحمه طاهر*، وسؤر الكلب والخنزير وسباع البهائم نجس، وسؤر الهرّة والدجاجة المخلاة وسباع الطير وما يسكن في البيوت مثل الحية والفأرة مكروه، وسؤر الحمار والبغل مشكوك فيهما* فإن لم يوجد غيرهما توضأ بهما وتيمّم وصلى وأيهما بدأ جاز.

والمَوْصِلي (١) وصدرُ الشريعة (٢)، ورُجِّح دليله في جميع المصنفات، وصرح في "البدائع" أن قولهما قياس، وقوله هو الاستحسان (٣)، وهو الأحوط في العبادات.

قوله: (سؤر الآدمي وما يؤكل لحمه طاهر)، "الهداية" (٤): "وسؤر الفرس طاهر عندهما لأن لحمه مأكول، وكذا عنده في الصحيح؛ لأن الكراهة لإظهار شرفه"، قال القاضي (٥): "عنه روايتان أظهرهما أنه طاهر وطهور، وهو قولهما".

ثم السؤر الطاهر بمنزلة الماء المطلق، وإن استعمل المكروه مع القدرة على الماء المطلق صحت طهارته ويكره.

قوله: (وسؤر البغل والحمار مشكوك فيهما)، قال القاضي: "والصحيح أن الشك في طهوريته" (٦)، [والله أعلم].


(١) المَوْصِلي، هو الإمام عبد الله بن محمود بن مودود، أبو الفضل، كان شيخًا فقيهًا عالمًا فاضلًا عارفًا بالمذهب. مات سنة ٦٨٣ رحمه الله تعالى. من تصانيفه: "المختار للفتوى، والاختيار لتعليل المختار، والمشتمل على مسائل المختصر". (الجواهر المضية ٢/ ٣٤٩، ٣٥٠، رقم ٧٣٨، تاج التراجم ص ١٧٦، ١٧٧، رقم ١٢٤، الفوائد البهية ص ١٨٠، رقم ٢٢٦).
(٢) هو عبيد الله بن مسعود بن محمود بن صدر الشريعة المحبوبي، المعروف بصدر الشريعة (الأصغر)، الإمام المتفق عليه والعلامة المختلف إليه. تصانيفه مقبولة عند العلماء معتبرة عند الفقهاء، من ذلك: شرح كتاب الوقاية، واختصر الوقاية وسماه: النُّقاية، وألّف في الأصول متنًا لطيفًا سماه: التنقيح ثم صنف شرحًا نفيسًا سماه: التوضيح .. توفي سنة ٧٤٧ رحمه الله تعالى. (تاج التراجم ص ٢٠٣، رقم ١٥٨، الفوائد البهية ص ١٨٥، رقم ٢٣٢).
(٣) انظر "بدائع الصنائع" للكاساني ١/ ٧٨.
(٤) ١/ ٣١.
(٥) "الفتاوى الخانية" ١/ ١٨.
(٦) ثم قال قاضي خان: "وقال بعضهم: الشك في طهارته". (الفتاوى الخانية ١/ ١٨).

<<  <   >  >>