للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جدّك ولا إله غيرك، ويستعيذ * بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ويسر بهما، ثم يقرأ فاتحة "الكتاب" وسورةً معها أو ثلاث آيات من أي سورة شاء، أو قرأ ما تيسر عليه من القرآن، وإذا قال الإمام ولا الضالّين قال آمين ويقولها المؤتم ويخفونها، ثم يكبر ويركع * ويعتمد بيديه على ركبتيه ويفرّج بين أصابعه ويبسط ظهره ولا يرفع رأسه ولا ينكسه ويقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاثًا، وذلك أدناه، ثم يرفع رأسه * ويقول: سمع الله لمن حمده، ويقول المؤتم: ربنا لك الحمد، فإذا استوى قائمًا كبر وسجد واعتمد بيديه على الأرض ووضع وجهه بين كفيه وسجد على أنفه وجبهته فإن اقتصر على أحدهما جاز عند أبي حنيفة، وقال أبو يوسف ومحمد: لا يجوز الاقتصار على

قوله: (ويستعيذ)، قال في "الهداية"، (١): "الأوَلى أن يقول: أستعيذ بالله"، وهكذا قال أبو جعفر (٢)، وقال القاضي (٣): "والمختار في التعوذ هو اللفظ المنقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".

قلت: المنقول ما رواه أبو داود من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم (٤).

قوله: (ثم يكبر ويركع)، قال الطحاوي: "والصحيح أنه يكبر مع الخفض".

قوله (٥): (ثم يرفع رأسه. . إلى آخره)، أقال أبو نصر الأقطع: "وأما المنفرد فعن أبي حنيفة روايتان، الصحيح أنه لا يجمع بينهما"] (٦)، قال الزاهدي: "وقالا يجمع بينهما الإمام دون المؤتم، وعليه الطحاوي وجماعة من المتأخرين".

قوله: (فإن اقتصر على أحدهما جاز عند أبي حنيفة، وقال أبو يوسف


(١) ١/ ٥٩.
(٢) هو - عند الإطلاق - "الهِندُواني"، ويقال كثيرًا: "الفقيه أبو جعفر".
(٣) "فتاوى قاضي خان" ١/ ٨٨.
(٤) "سنن أبي داود"، كتاب الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك، ١/ ٢٩٤، ٢٩٥، رقم ٧٧٥، ونصّ الحديث: عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبّر ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك. ثم يقول: لا إله إلا الله، ثلاثًا، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا ثلاثًا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزِه ونفخِهِ ونفثه، ثم يقرأ".
(٥) كان هذا القول في النسخ المخطوطة (أ، ب، جـ، د) مذكورًا قبل سابقَيْه، وأثبتُّه على الترتيب الذي رأيتَ، ليوافق ترتيب مسائل المختصر.
(٦) قول أبي نصر الأقطع زيادة من نسختي (جـ و د).

<<  <   >  >>