للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأنف *، وإن سجد على كور العمامة أو على فاضل ثوبه جاز ويبدي ضبعيه ويجافي بطنه عن فخذيه ويوجّه أصابع رجليه نحو القبلة، ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثًا، وذلك أدناه، ثم يرفع رأسه ويكبر*، فإذا اطمان جالسًا كبر وسجد، فإذا اطمأن ساجدًا كبر واستوى قائمًا على صدور قدميه، ولا يقعد ولا يعتمد بيديه على الأرض، ويفعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى إلا أنه لا يستفتح ولا يتعوذ ولا يرفع يديه إلا في التكبيرة الأولى، فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة الثانية افترش رجله اليسرى

ومحمد: لا يجوز الاقتصار على الأنف إلا من عذر)، قال في "العَوْن" (١): "روي عنه مثل قولهما، وعليه الفتوى"، وقال في "ملتقى البحار" (٢): "وقد روى أسد عن أبي حنيفة أن الاقتصار على الأنف لا يجوز، وهو المختار للفتوى"، واعتمده المحبوبي وصدر الشريعة.

قوله: (ثم يرفع رأسه ويكبر)، "الهداية" (٣): "تكلموا في مقدار الرفع والأصح أنه إذا كان إلى السجود أقرب لا يجوز لأنَّه يُعَدّ ساجدًا، وإن كان إلى الجلوس أقرب جاز لأنَّه يعد جالسًا فتتحقّق الثانية". (٤)


(١) هكذا ورد ذكر هذا الكتاب مبهمًا عدة مرات، وفي ص ٣٣٥، قال المؤلف: "وقال في العون على الدراية. . "، وقال في ترجمة: "الحارثي" في كتابه "تاج التراجم" ص ٢٩٠: "له كتاب العون. . على الدين، شرح مختلف الرواية"، أما في "كشف الظنون" فقد ورد ذكره هكذا: "العون في. ." (كذا)! وقد جاء تحت هذه الكلمة (أي العون) في مكان آخر من مخطوطة الأصل، (الورقة ١٤ ب) - بخط صغير جدّا -: شرح مختلف المنظومة.
يقول صاحب الكشف: "مختلف الرواية، مجلد، للشيخ الإمام علاء الدين محمد بن عبد الحميد المعروف بالعلاء العالم" وقال عند ذكره شروح المنظومة للإمام النسفي: "ولأبي الفتح علاء الدين محمد بن عبد الحميد الإسمندي السمرقندي المعروف بالعلاء العالم شرح سماه: حصر المسائل وقصر الدلائل، وتوفي سنة ٥٥٢"، ولكنه ذكر بعد ذلك أن من شروح المنظومة أيضًا: "عون الدراية والمختلف"، ونسبَه إلى علاء الدين عالم السمرقندي كذلك.
فظهر لي أن كتاب "العون" هو للحارثي، وأنَّه شرح به مختلف الرواية لعلاء الدين عالم السمرقندي، الذي هو شرح على منظومة النسفي، أما كتاب حصر المسائل. . فقد قيل إنه شرح عيون المسائل لأبي الليث، والله تعالى أعلم. (انظر: كشف الظنون ٢/ ١١٨٠، ١١٨٧، ١٦٣٦، ١٨٦٨). وانظر ترجمة الحارثي، صاحب العون، فيما يأتي ص ٣٣٦.
(٢) هو كتاب "ملتقى البحار من منتقى الأخبار" لأبي المفاخر الزَّوْزَني، شَرَح به منظومة الإمام النسفي في الخلاف (كشف الظنون ٢/ ١٨١٦، ١٨٦٨).
(٣) ١/ ٦٣.
(٤) وفي "تنوير الأبصار" وشرحه "الدر المختار": "وصحح في المحيط أنه يكفي في الرفع - مع الكراهة - أدنى ما يطلق عليه اسم الرفع، لتعلق الركنية بالأدنى كسائر الأركان". (انظر: حاشية رد المحتار ١/ ٣٣٩).

<<  <   >  >>