للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والركوب على السرج والجلوس على السرير المفضض*، ويكره التعشير في المصحف والنقط، ولا بأس بتحلية المصحف ونقش المسجد وزخرفته بالذهب، ويكره استخدام الخصيان، ولا بأس بإخصاء البهائم وإنزاء الحمير على الخيل، ويجوز أن يقبل في الهدية والإذن قول العبد والصبي، ويقبل في المعاملات قول الفاسق، ولا يقبل في أخبار الديانات إلا قول العدل.

ولا يجوز أن ينظر الرجل إلى امرأة أجنبية إلا إلى وجهها وكفيها فإن كان لا يأمن الشهوة لم ينظر في وجهها إلا لحاجة، ويجوز للقاضي إذا أراد أن يحكم عليها وللشاهد إذا أراد الشهادة عليها النظر إلى وجهها وإن خاف أن يشتهي، ويجوز للطبيب أن ينظر إلى موضع المرض منها، وينظر الرجل من الرجل إلى جميع بدنه إلا ما بين سرته إلى ركبتيه، ويجوز للمرأة أن تنظر من الرجل إلى ما ينظر الرجل إليه منه، وتنظر المرأة من المرأة إلى ما يجوز للرجل أن ينظر إليه من الرجل، وينظر الرجل من امرأته وأمته التي تحل له إلى فرجها، وينظر الرجل من ذوات محارمه إلى الوجه والرأس والصدر والساقين والعضدين، ولا ينظر إلى ظهرها وبطنها، ولا بأس أن يمس ما جاز له أن ينظر إليه منها، وينظر

السرج المفضض والجلوس على السرير المفضض)، إذا كان يتّقي مواضع الفضة (١)، قال في "الهداية" (٢) معناه يتقي موضع الفم، وقيل هذا وموضع اليد في الأخذ، وفي السرير والسرج موضع الجلوس، وقال أبو يوسف: يكره ذلك، وقول محمد يروى مع أبي حنيفة ويروى مع أبي يوسف، وعلى هذا الاختلاف الإناء المضبّب بالذهب والفضة، والكرسي المضبب بهما، وكذا إذا جعل ذلك في السيف والمشْحَذ (٣)، وحلقة المرآة، أو جعل المصحف مذهبًا أو مفضضًا، وكذا الاختلاف في اللجام والركاب والثَّفَر (٤) إذا كان مفضضًا، وكذا الثوب فيه كتابة بذهب أو فضة على هذا، وهذا الاختلاف فيما يخلص، فأما التمويه (٥) الذي لا يخلص فلا بأس به بالإجماع"، واختار قول الإمام


(١) قوله: (إذا كان يتقي مواضع الفضة) الظاهر مِنَ السياق أنه من كلام القدوري، ولم أجده في النسخ المطبوعة لمختصر القدوري ولا في النسخة المخطوطة المعتمدة في التحقيق، وذكر هذا القول الشيخ الغنيميُّ في "اللباب" ٤/ ١٥٩ وعزاه إلى "الهداية".
(٢) ٤/ ٣٦٠، ٣٦١.
(٣) كذا في "الهداية"، وفي (أ، ب، ج، د): "المسجد" تصحيف. والمشحذ هو المِسَنّ. (القاموس المحيط ص ٤٢٧).
(٤) اللِّجام للدابّة، والرِّكاب من السَّرْج كالغرْز من الرَّحل، وثَفَر الدابّة: قال ابن سيده: هو السير الذي في مؤخر السّرْج. (تاج العروس ٢/ ٥٢٤، ١٠/ ٣٢٦، والقاموس ص ١٤٩٣).
(٥) في (د): "الممتموّه"، يريد: (المتموه).

<<  <   >  >>