للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم من المعلوم أن الأولياء هم العلماء العاملون والفضلاء الكاملون، وقد ثبت عن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي (١)، أنهما قالا: لو لم يكن العلماء أولياء فليس لله أولياء، وروى:"ما اتخذ الله وليا جاهلا ولو اتخذه لعلمه" (٢) ومما يشهده من الآيات قوله تعالى: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ‍} (٣) حيث اندرج فيهم الأنبياء والأولياء وقوله سبحانه: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ} (٤). وقوله (عزّ وجلّ) {إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} (٥). وقد قيل لعبد الله (٦) بن المبارك: كيف لا تستوحش وحدك في المقام؟ فقال كيف يستوحش من يجالس النبي عليه السلام، والصحابة والتابعين رضوان الله عنهم أجمعين؟ يعني: الكتب؛ لأن فيها الأخبار والآثار، رواه الحاكم في تاريخه (٧) عن نعيم (٨) بن حماد.


(١) هو محمد بن إدريس، أبو عبد الله القرشي الإمام الكبير، صاحب المذهب، انتهت إليه رئاسة العلم بديار مصر، توفي سنة (٢٠٤ هـ‍ /٨١٩ م) ينظر: الذهبي، سير الأعلام النبلاء،١٠/ ٥، السبكي، طبقات الشافعية الكبرى:٢/ ١٧٠ - ١٨٠.
(٢) لم أعثر عليه.
(٣) سورة آل عمران: الآية ١٨.
(٤) سورة المجادلة الآية ١١.
(٥) سورة فاطر: الآية ٢٨.
(٦) تأتي ترجمة برقم:٣٠٤.
(٧) هو «تاريخ نيسابور» للحاكم النيسابوري محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني المتوفي سنة (٤٠٥ هـ‍ /١٠١٤ م). وقال عنه فؤاد سزكين:"من آثاره"تاريخ نيسابور"يتكون من ١٢ جزءا، ألفه وفق كتاب تاريخ بيهق"للبيهقي ويبدو أن النسخة الأصلية لهذا الكتاب قد فقدت يراجع تفاصيل أكثر حول الكتاب. فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي:١/ ٥٤٣.
(٨) ستأتي ترجمته برقم ٦٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>