للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لسماع كلامه العيون، وفاق فيه من عاصره، وكثيرا ممن تقدمه، وكانت مجالسته نزهة القلوب والأبصار، يحضرها العلماء والصلحاء، والملوك، والأمراء، والوزراء، ولا يخلو مجلسه من جماعة يتوبون، وينيبون إلى الله تعالى.

وفي كثير من مجالسه من يسلم من أهل الذمة فانتفع بمجالسه خلق كثير، وكان الناس يبيتون في مسجد دمشق ليلة يعظ‍ من غدها يتسابقون إلى مواضع الجلوس، وكان يجري فيه من الظرف، والرقاق الغريبة المستحسنة ما لم يتفق في مجالس من سواه من معاصره هذا مع الحرمة الوافرة، والوجاهة التامة، والأكابر لا ينقطعون عن التردد إليه، وكان حنبلي المذهب، فلما تكرر اجتماعه بالملك المعظم عيسى اجتذبه إليه، ونقله إلى مذهب أبي حنيفة. وكان الملك المعظم شديد التغالي في المذهب. انتهى.

ومن شعره (١)

عليك اعتمادي يا مفرج كربتي … ويا مؤنسي في وحدتي عند شدتي

ويا من نقضت العهد بيني وبينه … مرارا فلم يظهر علي فضيحتي

أغثني فإني قد عصيتك جاهلا … أغثني فقد طالت بذنبي بليتي

فلو أن لي عينا تسح بأدمع … لنحت على نفسي وطالت نياحتي

ولكن ذنوبي أرهبتني جراحها … فقلت دموعي من شقائي وقسوتي

فأصبحت مأسورا بذنبي مقيدا … فوا سوء حالي من بلائي وغفلتي

٧٢٤ - يوسف (٢) بن عمر بن يوسف الصوفي

شرح «القدوري» وسماه «جامع المضمرات والمشكلات».


(١) الأبيات في: القرشي الجواهر المضية:٣/ ٦٣٥؛ الفيروزآبادي، المرقاة الوفية في طبقات الحنفية:١٥١ أ.
(٢) ترجمته في: اللكنوي، الفوائد البهية: ص ٢٣٠، وفيه: «وهو أستاذ فضل الله صاحب «الفتاوي الصوفية». ولم يذكر اللكنوي شيئا عن سيرته، ولم يذكر وفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>