للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(صاحب الدابة القطوف أمير على الركب)؛ فأمر أن يحمل أبو يوسف على جنيب (١)، وقال: حملي إياك على هذا أهون من تأمرك علي. انتهى.

وقال أمير الركب؛ لأنه يأمرهم بانتظاره، وعليهم طاعته لحق الصحبة في السفر، ومن يلزمك طاعته فهو أميرك، ويقال تأمر عليه أي تسلط‍ عليه.

قال صاحب «الكشاف» (٢) في تفسير قوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ} (٣) عن الرشيد أنه أحضر طعاما، فدعي بالملاعق وعنده أبو يوسف، فقال له: جاء في تفسير جدك ابن عباس قوله {وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ} جعلنا لهم أصابع يأكلون بها، فأحضرت الملاعق فردها، وأكل بأصابعه.

وقال الزمخشري: كل شيء يأكل بفيه إلا ابن آدم. انتهى.

وأقول: الأكل بالملاعق لا ينافي الأكل بالأصابع إلا أن الأكل بها بلا واسطة مهما أمكن أولى، كما صح في شمائله: «أنه كان يأكل بأصابعه الثلاث).

وفي (المحيط‍) عن النوازل قال: وقد صح أن يهوديا ادعى على الرشيد دعوى في زمن أبي يوسف، وسمع أبو يوسف دعوتهما، وقضى على الرشيد.

٧١٥ - يوسف (٤) بن أحمد بن أبي بكر الخوارزمي الخاصيّ (٥)

جمع «الفتاوى» المشهورة، و «انتخب الفصول» لأبي المعالي الحفصي.


(١) جنيب: فرس طوع الجناب: سلس القياد.
ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:١/ ١٤٣.
(٢) ينظر: الزمخشري، الكشاف:٢/ ٤٥٨.
(٣) سورة الإسراء: الآية ٧٠.
(٤) ترجمته في: القرشي، الجواهر المضية:٣/ ٦١٧؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم:٨٢؛ حاجي خليفة، كشف الظنون:٢/ ١٢٢٢؛ اللكنوي، الفوائد البهية:٢٢٦؛ البغدادي، هدية العارفين: ٢/ ٥٥٤؛ كحالة، معجم المؤلفين:١٣/ ٢٦٩.
(٥) الخاصي: وهي نسبة إلى خاص، قرية من قرى خوارزم.
ينظر: القرشي، الجواهر المضية (الأنساب):٤/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>