يعد كتاب «الأثمار الجنية في أسماء الحنفية» المعروف اختصارا ب «طبقات القاري» من الكتب المؤلفة في تراجم أعيان الحنفية وعلمائها المتميزين، وهو بلا شك-كما ذكر الشيخ علي القاري-مختصر لكتاب «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» لأبي الوفاء القرشي (ت ٧٧٥ هـ /١٣٧٣ م) عززه مؤلفه الشيخ علي القاري بكثير من المعلومات النافعة والفوائد المفيدة، تعليقا واستدراكا على ما فات صاحب «الجواهر المضية» وهو بذلك يكون من الكتب المشهورة في تراجم العلماء الحنفية ولا سيما عند المتأخرين من الدارسين والباحثين. فقد تضمن الكتاب تراجم أكثر من ثمان مئة ترجمة شملت غالبية أهل العلم والمعرفة من الحنفية في أقطار العالم الإسلامي شرقا وغربا منذ ظهور المذهب على يد الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت (رحمه الله) الى نهاية القرن الثامن الهجري، وهي مدة زمنية طويلة، ومساحة جغرافية واسعة، هذا فضلا عن تراجم عدد من النساء أفرد لهم بابا خاصا سماه «كتاب النساء» ولم يقف الكتاب عند هذا الحد بل تجاوزه الى ذكر المدارس والمدن والمواضيع والكتب، ومرويات المترجمين وسماعاتهم ورحلاتهم العلمية الى كثير من الأمور التي زادت في قيمة الكتاب، وقد ذكرتها في «منهج الكتاب».