للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال محمد بن [سلمة] (١) هذا القدر نية، وكذا في الصوم، والأصح: أنه لا يكون نية؛ لأن النية غير العلم بها، ألا ترى أنّ من علم الكفر لا يكفر ومن نواه يكفر، والمسافر إذا علم الإقامة لا يصير مقيما، ولو نواها يصير مقيما.

قلت:/ليس مراده أن مجرد علم كون الصلاة أي صلاة، وإلا يلزم منه صحة شروع كل من علم دخول وقت كل صلاة، أو رأى صلاة جماعة، بل مراده أنه إذا علم أي صلاة يشرع فيها من ظهر وعصر أداء وقضاء صحت نيتة، ومشروعه فأن النية باللسان ليس شرطا بالإجماع بل بدعه غايتها أنها حسنة للأستظهار، ويدل على ما ذكرنا قوله: يصلي؛ لأنه بمعنى يريد أن يصلي بقرينة أنه في مقام النية، ثم العلم بتعيين أي صلاة يصلي إنما هو شرط‍ في الفرض دون النقل. كما ظاهر عند أرباب النقل، وأصحاب العقل.

٣٥٣ - عبد الوهاب (٢) بن أحمد بن سحنون الحنفي

الخطيب الفاضل، والطبيب الكامل، والأديب المناضل، كانت له مشاركة في كل فن، وله شعر حسن، ومنه شهر:

فو الله ما هجري لأهل مودتي … ملالا ولكني سكنت إلى العجز

وما كان لي عنهم غنى غير أنني … قنعت وحسبي بالقناعة من كنز

وأعرضت عنهم لا ملالا وإنما … رأيت مقام الذل في منزل العز


(١) في الأصل (سلام). وهو محمد بن سلمة، أبو عبد الله، تفقه على أبي سليمان الجوزجاني، وتفقه أيضا على شداد بن حكيم، توفي سنة (٢٧٨ هـ‍ /٨٩١ م).
ينظر: القرشي، الجواهر المضية:١٦٣،٣/ ١٦٢؛ اللكنوي، الفوائد البهية:١٦٨.
(٢) قال حاجي خليفة في مادة (مفرح النفس) هو للشيخ بدر الدين عبد الوهاب بن أحمد بن سحنون التنوخي الدمشقي الحنفي شيخ الأطباء المتوفى سنة ٦٩٤ هـ‍ جعله حاويا لأكثر المفرحات للنفس وجعل لكل حاسة بابا … الخ. كشف الظنون:٢/ ١٧٧٢.
وقال البغدادي: هو عبد الوهاب بن أحمد ب أبي الفتح بن سحنون الطبيب مجد الدين الحنفي الدمشقي الخطيب بجامع الميرب توفي سنة ٦٩٤ هـ‍ صنف ديوان شعر، «مفرح النفس» هدية العارفين:١/ ٦٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>