للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{مُخْتَلِفِينَ} (١) {إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ} (٢) ولولا ما جرت المقادير واختلفت الطبائع ما اختلفت ولكن {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً} (٣)، ثم سكت، فقلت له: فيما اختلفوا فيه من القدر، قال: أهل البصرة والكوفة قد اختلفوا فيه على ما علمت وكبر أمره عن الطوق، وهذه مسألة قد استصعبت على الناس فأني يطيقونها هذه مسألة مقفلة قد ضلت مفتاحها، فإن وجد رجل مفتاحها علم ما فيها ولم يفتح إلا بخبر عن الله تعالى يأتي بما عنده ويأتي ببرهان وبينة، وقد فات ذلك، والذي يقول في ذلك قولا متوسطا بين القولين أينما مال ملت معه، كما قال محمد بن علي (رضي الله عنهما): لا جبر ولا تفويض ولا تسليط‍، والله لا يكلف العباد ما لا يطيقون، ولا أراد منهم ما لا يعلمون، ولا عاقبهم بما لم يعملوا، ولا سألهم عما لم يعلموا، ولا رضي لهم بالخوض فيما ليس لهم به علم والله يعلم بما نحن فيه، والصواب الذي عنده ونحن مجتهدون وكل مجتهد مصيب والله ولي كل نجوى، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

[تلامذته]

ومن أصحابه:

الجامع (٤).

روى عنه (٥) شعبة، وابن جريج، وأمثالهما، ومع ذلك المقام لزم الإمام، روى عنه الكثير من الكلام، وسمى به؛ لأنه كان له أربعة مجالس: مجلس لمعاني


(١) سورة هود: الآية ١١٨.
(٢) سورة هود: الآية ١١٩.
(٣) سورة الإسراء: الآية ٨٤.
(٤) هو: نوح الجامع بن أبي مريم يزيد بن معاوية أبو عصمة المروزي. ستأتي ترجمته برقم ١٥٩.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>