للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلف كانوا أعلم بالحقائق ولم ينتصبوا مجادلين بل أمسكوا عنه، وخاضوا في علم الشرائع، ورغبوا فيه، وتعلموا وعلموا وتناظروا عليه، فتركت الكلام، واشتغلت بالفقه، ورأيت المشتغلين بالكلام ليس سيماهم سيماء الصالحين، قاسية قلوبهم، غليظة افئدتهم، لا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة، ولو كان خيرا لاشتغل به السلف الصالحون. وهذا وحكاية (١) رؤياه مشهورة: أنه نبش قبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويؤلف العظام الكرام بوضع بعضها في موضع مناسب للمقام، وتعبير ابن سيرين لها: إن صاحبها رجل يحي به الله سننا أميتت.

[فصل في اعتقاده]

ذكر الغزنوي (٢) عن يحيى بن نصر، والديلمي عن نوح بن أبي مريم الجامع قالا: سألناه عن السنة والجماعة، قال: تفضيل الشيخين، ومحبة الختنين، والإيمان بالقدر خيره وشره، والمسح على الخفين، وتحليل النبيذ للتقوى على طاعة الله لا للسكر، وعدم التكفير لأحد بذنب-وعدم التكلم في الله بشيء.

قال سعد بن معاذ (٣): جمع الإمام في هذه الأحرف السبعة مذهب أهل السنة والجماعة.

فاعلم أنه روى (٤) عبد الرحمن بن المثنى: إن الإمام كان يفضل الشيخين ثم يقول: علي وعثمان، ثم من كان له سابقة وهو أتقى فهو أفضل، وكان لا يقول في الصحابة إلا خيرا، وكان يقول: مقام أحدهم مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ساعة أفضل من عبادتنا طول عمرنا.


(١) ينظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:١٣/ ٣٣٥؛ الكردري، المناقب:١/ ١٢٠.
(٢) ينظرك الكردري: المناقب:١/ ١٣٢.
(٣) تأتي ترجمته برقم ٢٥٣.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>